تولد الأنثى في معظم بيوتنا العربية وللأسف لا تستقبل بالفرح والبهجة التي يستقبل بها خبر ولادة الذكر أو كما يردده العامة ولد ،وحين تسال الوالدين بماذا رزقتم يقولان بصوت خافت" بنت "وهما لا يدركان ما تحمله ولادة الأنثى أو البنت من معاني الخير والرزق والبركة لوالديها ،فالبنت في البيت يا سادة يا كرام كوردة فواحة العطر كالمسك والعنبر أو كقرنفلة يعشقها الجميع بكافة فئات أعمارهم فيتسارعون إلى الجلوس إليها وشرب فنجال الشاي أو القهوة بجانبها ويداعبانها ببراءة الطفولة الرائعة .
وحين تكبر تصبح هي سر أبيها حيث تبحث عن موطن راحته وتحرص عليها فتتبعها ليشعر أبوها بحبها له وبرقتها فتشعر بحنانه الدافئ الذي يوفر لها الأمان والاستقرار أو تنال الحظوة والمكانة في جنانه. وهي سر أخيها حين يجلسان سويا في زاوية من زوايا البيت فيبثها آلامه وآماله ويحكي لها بطولاته لتعجب به وتجد عنده ملاذا آمنا من تحديات الزمن وصعوبات الحياة .
وهي رفيقة و شريكة لأمها في تدبير شؤون البيت الداخلية تتشاوران في تنظيم أموره في كافة المناسبات وغيرها من الأحداث السعيدة وأحيانا المؤلمة لتواسيها وتهدأ روعها .
وما أحلى وأجمل أن تكونان أختان متحالفتان في بيت واحد أو أخوات متحالفات يشكلن قطعة جمال وحب يضفينها على البيت في كل أركانه وزواياه يتآمرن على أبيهن أو أخيهن لإقناعه في الذهاب في رحلة ما أو سفر سياحي أو أي شيء آخر فلا أحلى من وقع تلك المؤامرة على قلب الأب والأخ.
البنات أو الإناث هن قطع جمال في البيوت جميعها ، فحافظوا عليها ولا تكسروا خاطرها ولا تجرحوها ولا لها قلبا لأنها ضيف مرتحل مهما طال مكثه وإياكم والقطيعة عندما يضمها بيت الزوجية بل اجعلوا من يوم زيارتها عيدا تذكرون فيه الأيام الخوالي. أدام الله بيوتكم عامرة بمرح بناتها ودمتم سالمين.