بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تتوجه منظمة المرأة العربية بصادق التهنئة للنساء في كل مكان داخل الوطن العربي وخارجه، راجية أن تتمكن كل امرأة عربية من تحقيق حلمها في الأمن والاستقرار والازدهار لها ولأبنائها ولأوطانها.
وفي هذا اليوم لن نتحدث عن المرأة الضحية والمستضعفة نتيجة التحديات التي تمر بها المنطقة جراء النزاعات المسلحة وجراء الارهاب الذي يسهم في تأجيج تلك النزاعات مستهدفا تمزيق الجسد العربي وإضعافه...
إنما سنخاطب روح النضال داخل كل امرأة أيا كان موقعها لكي تبادر بأداء أدوار جديدة تتناسب وتحديات المرحلة الراهنة وعلى رأسها معاول الهدم التي تستهدف الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي والتماسك الداخلي للأوطان، كما تستهدف الهوية واللُحمة العربية والأمن القومي العربي.
إننا نعول على المرأة العربية في هذه المرحلة الدقيقة لكي تكون جسرا للتضامن العربي وأن تكون المنبع الذي يكرس قيم الانتماء والتسامح ونبذ العنف وحب الأوطان ويغرسها في نفوس الأجيال الجديدة، وأن تكون حائط الصد ضد انتشار الفكر الهدام والقيم السلبية وروح الانهزام والتفكك.
وتحية خاصة ومتجددة لنساء اللاجئات والنازحات الذين تتزايد أعدادهن يومًا بعد يوم ورغم ما يواجهنه من صعاب فإنهن يجاهدن لإعاشة أسرهن وأبنائهن وحمايتهم من مخالب الارهاب.
والتحية موصولة لكل النساء العربيات اللائي يواصلن تقدمهن في كل المواقع ، ونهنيء أنفسنا والدول العربية التي شهدت ارتفاعا ملحوظًا في نسب المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة، فقد تجاوزت نسبة مشاركة المرأة في البرلمان 30% في ثلاث دول ، وتراوحت بين 14% و27% في ثمان دول، وهو إنجاز أسهم فيه تبني الكوتا النسائية بشكل ناجح في النظم الانتخابية العربية، وإلى جانب هذا فقد ارتفعت نسبة الوزيرات في الحكومات العربية، ففي مجموعة من الدول يصل عدد الوزيرات إلى 8وزيرات من إجمالي الحكومة في مجالات غير معتادة على المرأة مثل الخارجية والمالية والتخطيط.. ومجالات جديدة تماما مثل السعادة والتسامح..وشهد عام 2015 تعيين أول سيدة في منصب رئيس نيابة في فلسطين، وأول سيدة في منصب محافظ في مصر، واعتلت سيدة تونسية أعلى الرتب القضائية بفوزها بمنصب رئيسة محكمة التعقيب...وهذه مجرد أمثلة من نجاحات عديدة حققتها المرأة العام الماضي.
وتسجل المنظمة تقديرها للجهود التي تقوم بها الدول العربية لتمكين المرأة في مختلف المجالات، وعلى سبيل المثال فهناك ست دول عربية أصبح لديها قوانين لمناهضة العنف ضد المرأة وتقوم أربعة دول أخرى بإعداد مشروع القانون في صورته النهائية ، وتملك دولتان عربيان خططا تنفيذية للقرار 1325 وجاري إعداد هذه الخطط في دول أخرى ضمن حركة تشريعية متطورة بشكل دائم لصالح المرأة في الدول العربية.
وتؤكد المنظمة في الختام ضرورة الالتفات للدور المهم الذي تلعبه المرأة ازاء القضايا القومية الكبرى. فالمرأة مواطن وشريك مجتمعي كامل وعضو فاعل، بل وشديد التأثير، في المجتمع، وهذا نظرا للادوار المتعددة التي تقوم بها المرأة في محيطها.
وعليه، فإن هناك ارتباط وثيق بين مسار القضايا المجتمعية الكبرى وبين موقف المرأة من هذه القضايا، بالطريقة نفسها التي يرتبط بها تقدم المجتمع بدرجة تمكين المرأة، وبالطريقة نفسها التي تجعل أي استثمار في المرأة له تأثير مضاعف على تطور المجتمع.
تحية متجددة للمرأة العربية وكل عام وهي بكل الخير