اننا في المنظمات والهيئات النسائية السورية المدافعة عن حقوق المرأة، الموقعة ادناه، وبمناسبة يوم الثامن من اذار من كل عام، اليوم العالمي للمرأة، نحيي مع شعوب العالم وكل القوى المناهضة للعنف والتمييز والمدافعة عن قيم المواطنة والمساواة والكرامة الإنسانية، ونتقدم من جميع نساء العالم بالتهنئة والمباركة ونحيي نضالات الحركة النسائية المحلية والاقليمية والعالمية، ونعلن تضامننا الكامل مع المرأة في سورية من أجل تمكينها من حقوقها والعمل من أجل إزالة كافة أشكال التمييز والعنف الذي تعرضت ومازالت تتعرض له, وتفعيل حق المشاركة للمرأة السورية ,وتفعيل دورها في التمثيل الحقيقي والفاعل بجميع القضايا التي تتعلق ببناء الوطن والمواطن . ونحتفي بهذا اليوم العظيم تقديرا للمرأة وتكريما لدورها ووفاء لتضحياتها، واصرارا على ضرورة تحسين أوضاعها وإعلاء منزلتها وتعزيز ثقافتها وانتزاع حقوقها وإقرارها. ونستقبل هذه المناسبة الجليلة في هذا العام 2017تحت شعار:
" لتكن مشاركة المرأة السورية حقيقية وفاعلة في كل مراحل التفاوض وبناء السلم من اجل سيادة السلام وتثبيته ".
حيث تخيم على سورية مناخات من التفاؤل المشوب، والقادمة من اجواء التفاوض في جنيف4, للخروج من الكارثة الحقيقية والتي عصفت بالبلاد منذ اذار 2011, ونشرت الدمار والخراب واوقعت الالاف من الضحايا القتلى والجرحى والمفقودين والنازحين والمهجرين واللاجئين.
نعيش ازمة وطنية شاملة ومؤلمة ومليئة بالقهر والاعتداءات والفظاعات و الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق حياة وحريات المواطنين السوريين ,بالتأكيد كانت المرأة ومازالت اول ضحايا هذا المناخ المؤلم والاليم,وعلى نطاق واسع, فقد ارتكبت بحقها جميع الانتهاكات من القتل والخطف والاختفاء القسري والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري والاعتقال التعسفي, وتحملت المرأة العبء الأكبر في الأزمة السورية, فقد تم زجها في خضم حروب دموية ومعارك لم تعرف البشرية مثيلا لها بأنواع وصنوف القتل التدمير, وامست المرأة السورية حاضنة الضحايا :القتلى- الجرحى-المخطوفين-المعتقلين-المهجرين-النازحين ، فهي أم وأخت وأرملة الضحية ، ومربية أطفال الضحية ، ومحكوم عليها بالعفة المؤبدة صونا للقب الضحية. واصبحت هدفاً للقتل بكل أشكاله، والتهجير والفقر والعوز، والتعرض للاعتداء والعنف الجسدي والمعنوي وانتهاك كرامتها وأنوثتها، بل وضعتها ظروف اللجوء في اجواء من الابتزاز والاستغلال البشع, علاوة على ذلك, فان وضع المرأة السورية يزداد سوءا وترديا في المناطق، " التي تسمى بالمحررة بحسب التوصيف السياسي والإعلامي"، تحت ظل فتاوى رجال دين وتشريعاتهم التي طالت المرأة ولباسها وسلوكها وحياتها, حيث انزلت المرأة إلى مراتب دون مستوى البشر، مقيدة حريتها بشكل كامل، وموجهة الأجيال الصاعدة نحو ثقافة تضع المرأة في مكانة دونية قد تصل حدّ جعلها سلعة تباع وتشرى ويرسم مصيرها من دون الاكتراث بكيانها الإنساني.
اننا في المنظمات والهيئات النسائية السورية المدافعة عن حقوق المرأة , اذ ندين ونستنكر بشدة جميع الانتهاكات التي ارتكبت بحق جميع المواطنين السوريين أيا تكن الجهات المرتكبة لهذه الانتهاكات, لكننا ,وبسبب ما آلت إليه الأحداث الدموية من تدمير وتخريب وفظائع , فإننا نشير وننبه الى انه قد سادت لدى السوريين جميعا, مشاعر الإحباط واليأس, في ظل انتشار وسيادة ثقافة الكراهية والعنف والعنصرية والاحتقان الذي تفجر دما وتدميرا، وفقدان الأمل بالمستقبل , ولقد ساهمت هذه الاحداث الدموية بالكشف عن حقيقة وطبيعة الاعاقات لكل قيم حقوق الانسان وحرياته, وكذلك عن حجم الصعوبات التي تعترض طرق البحث عن الحلول الاستراتيجية الملائمة والتي تنطوي على ضرورة وايجاد السبيل من اجل بناء وصيانة مستقبل امن وديمقراطي للسوريين جميعا.
اننا نحيي مناسبة اليوم العالمي للمرأة مع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومناهضة العنف والتمييز بكافة اشكاله والوانه، وأنصار السلم والحرية ضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه وتدمير المختلف، ولتكن وقفة موحدة ودائمة في وجه استمرار الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التميز ضد المرأة والطفل وضد الاقليات.
وإننا ندعو إلى التعاون الوثيق بين المنظمات النسائية في سورية وبينها وبين منظمات حقوق الإنسان في سورية وارتفاع سوية التعاون باتجاه التنسيق بشكل أكبر بما يخدم العمل الحقوقي والديمقراطي في سورية.
وإذ نتوجه بالتعازي القلبية والحارة لجميع من قضوا من المواطنين السوريين من المدنيين والعسكريين، متمنين لجميع الجرحى الشفاء العاجل، ومسجلين إدانتنا واستنكارنا لجميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال والاختفاء القسري أيا كانت مصادرها ومبرراتها. فإننا نعلن عن تضامننا الكامل مع الضحايا من النساء، سواء من تعرضن للاعتقال التعسفي او للاختطاف والاختفاء القسري او اللاجئات ومن تعرضن للاغتصاب، والنساء الجرحى، ومع اسر الضحايا اللواتي تم اغتيالهن وقتلهن.
وإننا ندعو جميع الاطراف الحكومية وغير الحكومية للعمل على:
1) الالتزام بإيقاف العمليات القتالية على كامل الجغرافيا السورية، متضمناً آليات للمراقبة والتحقق وحظر توريد السلاح واتخاذ خطوات فعالة تجاه أي طرف يقوم بالخروقات، مع مباشرة العملية السياسية عبر الدعوة لمؤتمر وطني سوري يشارك فيه جميع ممثلي التيارات السياسية والشبابية والنسائية وتحت رعاية إقليمية ودولية واممية.
2) الوقف الفوري لكافة الممارسات العنصرية والقمعية التي تعتمد أساليب التطهير العرقي بحق جميع المكونات السورية.
3) إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم النساء المعتقلات
4) العمل السريع من اجل إطلاق سراح كافة المختطفين، من النساء والذكور والاطفال ,أيا تكن الجهات الخاطفة.
5) الكشف الفوري عن مصير المفقودين، من النساء والاطفال والذكور.
6) رفع الحصار المفروض على المدنيين في بلدات ومدن داخل سوريا، أيا تكن الجهة التي تفرض حالة الحصار.
7) ازالة كل العراقيل والتبريرات المادية والمعنوية التي تعيق وصول الإمدادات الطبية والجراحية والاغاثية إلى جميع القرى والمدن السورية.
8) العمل على ايجاد اليات فعالة تمنع استخدام وسائل التجويع كسلاح من أسلحة الحرب، وكذلك الحرمان من التحركات الانسانية من اجل العلاج او الغذاء او الخروج من اماكن الاحتجاز المسيطر عليها من قبل مختلف الاطراف.
9) ايجاد اليات مناسبة وفعالة وجادة وانسانية وغير منحازة سياسيا تكفل بالتصدي الجذري للهجمات القاسية والعشوائية التي يتعرض لها المدنيون من أطراف الحرب في سورية.
10) تلبية الاحتياجات الحياتية والاقتصادية والإنسانية للمدن المنكوبة وللمهجرين داخل البلاد وخارجها، وإغاثتهم بكافة المستلزمات الضرورية.
11) دعم الجهود الرامية من أجل إيجاد حل ديمقراطي وعادل على أساس الاعتراف الدستوري بالحقوق الفردية والاجتماعية لجميع المكونات السورية، وإلغاء كافة السياسات التمييزية ونتائجها، والتعويض على المتضررين ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباٍ، بما يسري بالضرورة على جميع المكونات السورية والتي عانت من سياسيات تمييزية متفاوتة.
12) مشاركة المرأة السورية المتكافئة والكاملة وغير النخبوية في جميع مراحل المفاوضات وبناء السلام وحفظ السلام، والتخطيط وإعادة الإعمار وحفظ السلام والمشاركة في مختلف العمليات القادمة.
13) مشاركة المرأة السورية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة في كيفية التوعية بالقرار 1325,وتفعيله وخاصة من جهة النساء بأهمية المشاركة وتفعيل دورهن في تنفيذ هذا القرار
وفي مناخ مستقبلي آمن لكل سورية، فإننا نؤكد على اهمية العمل من اجل:
· إلغاء تحفظات الحكومة السورية على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتعديل القوانين والتشريعات السورية بما يتلاءم مع بنود الاتفاقية كلها
· إيجاد مادة في الدستور السوري تنص صراحة على عدم التمييز ضد المرأة، والبدء في الإعداد لمشروع قانون خاص بمنع التمييز على أساس الجنس، وسن تشريع خاص بالعنف المنزلي يتضمن توصيفا لجميع أشكاله وعقوبات مشددة ضد مرتكبيه وخلق آليات لتنفيذها
· موائمة القوانين والتشريعات السورية مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وتحديدا اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة التي صادقت عليها سورية وإلغاء كافة المواد المشجعة على ممارسة العنف والجريمة بحق المرأة وخصوصا في قانون العقوبات السوري
· القضاء على جميع ممارسات التمييز ضد المرأة ومساعدة المرأة على إقرار حقوقها بما فيها الحقوق المتصلة بالصحة الإنجابية والجنسية
· إنشاء الآليات اللازمة الفعالة لتحقيق المشاركة المكافئة للمرأة وتمثيلها المنصف على جميع مستويات العملية السياسية والحياة العامة وتمكين المرأة من التعبير عن شواغلها واحتياجاتها
· العمل من اجل توفير حماية قانونية للنساء في حال تعرضهن للتمييز أو العنف الجسدي والجنسي في آماكن العمل أو في المنازل ,والعمل على إدماج اتفاقية سيداو في قوانين الأحوال الشخصية السورية, ووضع قوانين صارمة لحماية المرأة والطفل واعتبار العنف الأسري جريمة يعاقب عليها القانون
· تنقية المناهج التعليمية والبرامج الإعلامية من الصور النمطية للمرأة، وتشجيع وتقديم الدعم لإعطاء صورة أكثر حضارية للمرأة كونها مواطنة فاعلة ومشاركة في صياغة مستقبل البلاد
· بلورة سياسات سورية جديدة و إلزام كل الأطراف في العمل للقضاء على كل أشكال التمييز بحق المرأة من خلال برنامج للمساندة والتوعية وتعبئة المواطنين وتمكين الأسر الفقيرة ,وبما يكفل للجميع السكن والعيش اللائق والحياة بحرية وأمان وكرامة, والبداية لن تكون إلا باتخاذ خطوة جادة باتجاه وقف العنف وتفعيل الحلول السياسية السلمية في سورية ،من اجل مستقبل امن وديمقراطي.
دمشق في 8\3\2017
المنظمات والهيئات النسائية السورية المدافعة عن حقوق المرأة
1) المؤسسة السورية لرعاية حقوق الارامل والأيتام
2) تجمع سوريون ضد العنف والإرهاب
3) ملتقى السلام للمرأة السورية
4) تجمع ليان النسائي
5) مجلس المرأة السورية.
6) ملتقى سوريات يصنعن السلام والديمقراطية
7) مؤسسة بالميرا لرعاية حقوق المرأة والطفل.
8) التجمع الوطني لحقوق المرأة والطفل.
9) مركز التنمية والأنشطة المدنية بالقامشلي
10) ملتقى سوريانا للسيدات
11) راديو هي ميديا برودكشن
12) مركز السلام والديمقراطية بالحسكة
13) مؤسسة الصحافة الالكترونية في سورية
14) جمعية الاعلاميات السوريات
15) الجمعية الديمقراطية لحقوق النساء في سورية
16) التجمع النسوي للسلام والديمقراطية في سورية
17) جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية في سورية
18) رابطة المرأة السورية للدراسات والتدريب على حقوق الانسان
19) المركز السوري للعدالة الانتقالية وتمكين الديمقراطية
20) رابطة حرية المرأة في سورية
21) مؤسسة زنوبيا للتنمية
22) مركز بالميرا لمناهضة التمييز بحق الاقليات في سورية
23) المؤسسة السورية لحماية حق الحياة
24) المؤسسة النسوية لرعاية ودعم المجتمع المدني في سورية
25) المركز السوري للتربية على حقوق الإنسان
26) المعهد الديمقراطي للتوعية بحقوق المرأة في سورية
27) المركز السوري لقضايا المرأة
28) اتحاد الطلبة الكورد
29) مركز ايبلا لدراسات العدالة الانتقالية والديمقراطية في سورية
30) مركز بناء السلام والديمقراطية "بريدج".
31) المركز السوري لرعاية الحقوق النقابية والعمالية
32) المؤسسة السورية لتنمية المشاركة المجتمعية
33) المؤسسة النسائية السورية للعدالة الانتقالية
34) مكتب المرأة بمجلس سورية الديمقراطية
35) جمعية التضامن لدعم السلام والتسامح في سورية
36) منظمة جيان للمرأة في ديريك
37) منظمة تمكين المرأة في سورية
38) المركز السوري لحقوق السكن
39) المركز السوري لمراقبة الانتخابات
40) المركز السوري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
41) رابطة العلمانيين السوريين
42) الرابطة السورية للدفاع عن حقوق العمال
43) اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير
44) مركز صفا للمجتمع المدني بالقامشلي
45) المركز الوطني لدراسات التسامح ومناهضة العنف في سورية
46) الشبكة الوطنية السورية للسلم الأهلي والأمان المجتمعي
47) التحالف النسوي السوري لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325.
48) شبكة الدفاع عن المرأة في سورية (تضم 57هيئة نسوية سورية و60 شخصية نسائية مستقلة سورية).