ما ان بدأت اشعة الشمس تزاحم الغيوم المتراكمة في السماء ، انتعشت روحي وقررت ان انطلق لركوب السيارة والتوجه للبلدة القديمة في مدينة القدس ...الجو بدا يستعيد بعض الدفئ بعد اشهر من البرد القارس ...نسمات عليلة ممزوجة ببرودة لذيذة اخذت تداعب وجهي .انطلقت في المركبة وسلكت طريق حي الشيخ جراح للوصول الى البلدة القديمة ...فتحت شبابيك السيارة واستمتعت بالنسمات الدافئة التي تسللت من النافذة .
انطلقت بسرعة كبيرة واخذت عجلات السيارة تسابق الريح ...وفجاة لاحظت ان سائقي السيارات المارة يحذروني بأن هنالم مشكلة ما في السيارة ...عندها انعطفت يمينا وفتحت النوافذ حتى وصلني صوت احد السائقين " اختي احذري احد العجلات هبط " بصراحة كنت ساتجاهل تحذيره لاواصل مساري الى البلدة القديمة واستمتع بالمشي فيها لان الشمس قاربت على المغيب قبل ان يفاجئني سائق آخر بنفس الملاحظة عندها اوقفت المركبة لاعرف مدى الضرر الذي لحق بالعجلات .
وبدأت اتفقد عدة السيارة ، العجل الاضافي موجود لكن الرافعة وملحقاتها غير موجودة ، وبينما انا محتارة في امري اذ بشاب يتوقف لنجدتي دون طلب مني ، دخل الى الشارع الفرعي وبدأ بتغيير العجل على الفور ...بدا يمازحني هل تعرفين كيف تغيري الاطارات التالفة ؟ فرمقته بابتسامة على محياي نعم أعرف لكن العدة غير موجودة ..
وبعدها توقفت فتاة جميلة تبدو عليها قوة الشخصية " لدي منفاخ يستطيع نفخ العجل بسهولة لا حاجة لان تتعبوا انفسكم" ..شكرتها وقال لها الشاب انه من الافضل تغيير الاطار لضمان السلامة ....ثم توقفت سيدة اخرى ورجل أخر ....
شدني ان الكثيرون يمرون بسياراتهم ويرمقوننا باهتمام وأكبرت هذه النخوة وهذه الروح ...والتفت الى الوجهة التي يركز اليها اغلب العابرين فاذا هي الكوفية تستلقي بدلال ونقاء على واجهة السيارة .
ترمقها عيون المقدسيين بفرح ومحبة واشتياق .
فرحت وحزنت لهذا المشهد الذي أكد توق المقدسيين للكوفية ومن يمثلها ورمزيتها وقيادتها التي غابت عن القدس.