أي إنسان يولد في هذا الكون منذ طفولته الأولى ،يفتح عينيه على واقع إما مؤلم حزين أو مبهج مليء بالفرح والسعادة ،ومنذ صغره ينتظر بفارغ الصبر مرحلة الشباب كي يفعل ما يفعله أبوه. في شبابه يسعى جاهداً لجمع المال ويكد ويكدح ويتبع في سبيل ذلك شتى السبل والوسائل وربما عند الكثيرين غاية جمع المال تبرر كل الوسائل الموصلة إليه؛ وهكذا حتى يصل مرحلة الكهولة ويرى الشباب يرتعون في نعيم الدنيا وملذاتها فيقول :يا ليتني كنت فيها جذعا مخضرا منعما بالحياة والترف والبهجة لأعود لعنفوان الشباب مثلهم.
هكذا هي الدنيا تغر وتضر الذين يتمسكون بحبائلها الواهية معتقدين أنهم مخلدون فيها إلى أن تبتلعهم الأرض في حفرة تكون قطعة من الجنة أو حفرة من النار وهكذا يعودون من حيث جاءوا كذلك تمر حياتهم سريعاً أسرع بمراحل كثيرة مما يتوقع أي إنسان ....
على سبيل المثال على غرور الدنيا ،فماذا لو أن ثريا فاحش الثراء لدرجة أنه يحتار أين ينفق أمواله ويبتدع لذلك طرقا شتى ففكر وقدر فخطرت له خاطرة شيطانية ملخصها (التلاعب بقلوب الفقراء )فنظم مسابقة على الشكل التالي :في غرفة مظلمة يضع كمية كبيرة من المال ويغلق باب الغرفة ويفتحه بشكل آلي فيدخل المتسابق الفقير الغرفة ليبحث عن المال فإذا وجده كانت لديه نصف دقيقة ليجمع ما يستطيع ثم يقفله عائدا قبل أن ينغلق الباب ويموت داخل غرفة الأموال تلك.
أعرفتم أحبتي قذارة هذه اللعبة ، إنها في الحقيقة لعبة من لا قلب يحمله صاحبها داخل جسده ، لكن الكثيرين من أبناء جلدتنا يلعبونها معنا نحن الفقراء وبطرق شتى وبالتالي هم يدخلون في دوامة الدنيا المغرورة ليتساقطوا الواحد تلو الآخر في حفر أعدت خصيصاً لكل واحد منهم تنبؤه أن فرصتك قد انتهت ليصعق الكثيرين منهم
لأنهم ماتوا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا .........!؟
لكل هذا وأكثر قال صلى الله عليه وسلم (والصدقة برهان. ..)سلمكم الله من شرور الدنيا وحبائلها وفتنتها ).