الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

في عيد نون النسوة ..

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: شيماء المريني - المغرب - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

في عيد المرأة هللوا بالحقوق، توجوها بعبق الأزهار و الورود.. في يومها  العالمي دللوها، لا تحتاروا و امدحوها، اذكروا ما نصت عليه مدونة الأسرة في فصولها،  و لا تنسوا أن تلتئم الهيئات الحقوقية لذكر شيمها و قصص نضالها التي لا تكاد تنتهي  ..
قصص كفاح لإثبات الذات، لنساء تمردن على الواقع و كسرن القيود، بل تجاوزن كل الحدود حتى احتللن الصدارة و بجدارة ، في يوم نون النسوة نأتي على ذكر الانجازات متلافين ما تبقى من تحديات ..
ما نبصره حاليا  في مجتمعاتنا لا يقدم  الا صورة نمطية عن حضارة واعية نموذجية  تدعي  حرية المرأة ، امرأة لا تكاد  تستقل بكيانها حتى انها تخضع في ابسط أمور حياتها الى سلطة المجتمع؛ سلطة تحشر انفها حتى في حسم  قراراتها الشخصية !
النماذج متنوعة و الصور واقعية لا زيف يلفها على أن المرأة لا تزال الى حد الساعة تعاني في صمت، في حين إن مجتمعاتنا تهلل بحقوقها التي تتمتع بها فئة قليلة، فكيف نتحدث عن عيد المرأة و نخلد ذكرى نون النسوة و نحن لا زلنا نستيقظ على وقائع مفجعة من :
-    عنف  يهدد حياتها و يشقي دربها ، يمارس عليها بشتى أنواعه جسديا و معنويا ، فخلايا الإنصات تسجل نسب إقبال كارثية من لدن نساء ضحايا العنف ، و هذا إن دل على شئ فإنما يدل على العقلية الرجعية التي لا تزال تعيش على وقعها مجتمعاتنا
-    اغتصاب ، قتل البراءة ودنس الطهر بل من نجاسته لطخ اسم الفتاة بالعار و جعلها تفكر في الانتحار، هو ليس تعدي على جسد بل تعدي على روح و اغتصاب طموح و تدمير ذات بأكملها بهدف إرضاء رغبة عابرة و نشوة مقيتة جائرة.
-    زواج طفلة لا تزال تمسك دميتها و ترغب في التحليق في سماء أحلامها بعيدا عن صخب الحياة ، صبية تنتزع براءتها غصبا لتقدم على صحن ذهبي لشيخ عجوز ، صغيرة لا تكاد تبلغ السابعة من عمرها تقدم ككبش فداء مقابل مبلغ معين و كأنها مقايضة او بالأحرى صفقة تجارية الكل فيها رابح ما عدا الطفلة الصغيرة التي لا تفقه شيئا سوى عالمها الوردي.. مع الأسف نعاود نسج التاريخ و كأننا نعيش في عصر الجاهلية.
-    الأمية التي تعانيها نسوة كثر، خاصة في المناطق القروية و الأماكن البعيدة النائية، فلا يمكن لمجتمع أن يتطور و المرأة لا تبصر فيه نور العلم و تتخبط في الجهل بمختلف أشكاله.
-    الميز و العنصرية التي لا تزال الى يومنا هذا تسيطر و تكهرب الأجواء ، رغم أن الإعلام الى جانب الهيئات و الجمعيات  الحقوقية يحاولون جاهدين ترقيع الواقع و إبراز ما حققت البعض من النسوة في مجالات معينة ، لكن إذا ما تمعنا في الوضع و أنصتنا الى شهادات البعض منهن نكتشف ما خفي ..
-    التحرش بمختلف أشكاله و الذي يعد معضلة اجتماعية تهدد حرية المرأة و تكبل أنشطتها، بل تتطاول أحيانا على كرامتها وإنسانيتها و تجعل منها كائنا مستهدفا في عملها في الشارع العام و حتى في المرافق العمومية.
في القرن 21 حيث معالم التطور ، الوعي و التقدم بادية ، لا تزال مجتمعاتنا تعيش مثل هاته الأحداث التي تعود بنا ألف خطوة الى الوراء بل إن صح التعبير الى عصر الجاهلية و ما يعج به من وقائع كارثية تمارس في حق المرأة ..
إذن في خضم كل ما سبق ذكره، يأتي العالم في يوم 8 من شهر مارس ليسلط الضوء على المرأة؛ المرأة التي تظل طيلة السنة في الخفاء تحت وقع سواد قاتم، حيت ينقل الإعلام وقائع تعنيفها، طلاقها، اغتصابها، التحرش بها..
يأتي العالم ليخلد عيدها و يذكرها بحقوقها التي كانت و لا تزال مجرد حبر على ورق بل، و يحتفل بيومها التاريخي.. غير أن أشكال الاحتفال تختلف ، فهناك من تحتفل بكدمات تعلو جسدها و  بلون الدم الأحمر الذي تنزفه مرة تلو الأخرى  ، تعبر عن حبها  ، أ فليس  الأحمر لون الحب و العشق ؟!  و هناك من تحتفل بشق الطرقات الموحلة، سيرا على الأقدام  مسافات طوال للحصول على خشب التدفئة او جلب المياه ،   كذلك هناك صنف يحتفل  بدموع الأسى،  كصبية تبددت معالم  طفولتها بعد أن استولى عليها عجوز تزوجها غصبا، ليحرمها براءتها و يسجنها في زنزانة الحرمان .. الخ
في العيد تسود الفرحة، تعم البسمة و تحل الغبطة،  فلا تعرف للحزن سبيلا و لا للأسى طريقا، لكن كيف يمكن وصف اليوم عيدا و نون النسوة في قفص الاتهام محاصرة من كل الجهات ؟ فاغلب النسوة تشهدن أبشع المعاملات و تقع على عاتقهن جل المهمات..
عذرا، لا عيد للمرأة حتى تنصف فعلا لا قولا، في بيتها، عملها و حتى في مجتمعها، لا عيد حتى يعترف بها ككيان مستقل لا تابع ينتظر من سيده الأوامر..المرأة تحمل في جعبتها الكثير فقد لا تقيدوها و اطلعوا عنان إبداعها لأنها قادرة على احتلال الصدارة و بجدارة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى