الجذر الثلاثي ( ج ر د ) : يشير هذا الجذر الى العراء والتصحّـر والانخلاع من الغطاء ، نقول : أرض جرداء وجَـرِدة ، أي لا نبات فيها ورجل أجرد أي لا يستره لباس .
والحَبُّ المجرود : المقشور ، كالقمح والرز المقشور ، وما قُشِـــرَ عنهما يُدعـى جُـرَادَةٌ ( بضم الجيم ) . أما الجرادة ( بفتح الجيم ) فهي الحشرة المعروفة التي تجتاح الأرض فتجرِّدها من النبات وتتركها جرداء ، ومن المَجازِ : قَلْبٌ أَجردُ أَي ليس فيه غِلٌّ ولا غِشّ . والجَرْداءُ : الصَّخرةُ الملساءُ . ومن المَجاز أيضـا : لَبنٌ أَجرَدُ : لا رغْوَةَ له ، قال الشاعـر الأَعشي :
ضَمِنَتْ لنا أَعْجازَه أَرْماحُنا ... مِلْءَ المَرَاجلِ والصَّريحَ الأَجْرَدَا
وتَجَرَّد العَصِيرُ : سَكَنَ غَلَيَانُه ( وهو أساس صناعة الخمرة ، يُغلى عصير العنب ويخمّر ، ولا يعتبر من المحرّمات عند أبي حنيفة رحمه الله إلا إذا غلى وقذف بالزبد ، فإذا سكن الزَّبَدُ والغليان قيل عنه تجرّد ). وتَجرَّدتِ السُّنْبُلَةُ وانجَرَدَتْ : خَرَجَتْ من لَفَائِفِها وكذلك النَّوْرُ عن كِمَامه ، أي براعم الزهرة .
ومن المَجاز أيضـاً نقول مَكَانٌ جَرْدٌ ( تَسمية بالمصدر ) وأَجْرَدُ وجَرِدٌ ككتِفٍ : لا نَباتَ به . جَرِدَ الفَضاءُ كفَرِحَ جَرَداً . وأَرْضٌ جَرْدَاءُ وجَرِدَةٌ كفَرِحَة كذلك . وقد جَرِدَت جَرَداً . وجمْع الأَجْردِ الأَجارِدُ وقد جاءَ ذِكْره في الحديث . وقد جَرَدَهَا القَحْطُ جَرْداً هكذا ضبطَ في سائر النُّسخ والصواب جَرّدَها تجريداً كما في الِّلسان وغيره . وسَنَةٌ جَارُودٌ : مُقْحِطة شديدةُ المَحْلِ كأَنَّهَا تُهلِك النّاسَ وهو مَجَازٌ . وكذلك الجارودَة . وجَرَدَه أَي الشيْءَ يَجرُده جَرْداً وجَرَّدَه تَجريداً : قَشَرَه ، وجـرَّد اللصُّ المسافرين من مالهم أو متاعهم لم يترك لهم شيئاً مما كان بحوزتهم ،،
وجَرَدَ زَيْداً من ثَوْبهِ : عَرَّاه كجَرّده تجريداً . وحكَى الفارسيّ عن ثعلب ، إمام اللغة المعروف ، : جَرَّده من ثَوبه وجَرّده إِيّاه فتجَرَّدَ وانْجَرَدَ أَي تَعَرَّى . قال سيبويه : انجَرَدَ ليست للمطاوَعة إِنَّمَا هي كفَعَلْتُ . وجَرَدَ القُطْنَ : حَلَجَه ونقّـاهُ من البذور المتداخلة عادة مع الياف القطن ، نقل ذلك الصاغانيّ . ومن المجاز ثَوْبٌ جَرْدٌ أَي خَلَقٌ قد سقَط زِئْبِرُه وقيل هو الذي بين الجَدِيد والخَلَق . ومن المَجاز : رجُلٌ أَجْرَدُ : لا شَعرَ عليه أَي على جَسَدِهِ . وجاء في صِفته صلَّى اللّه عليه وسلَّم أَنه أَجْرَدُ ذُو مَسْرَبة قال ابن الأَثير : الأَجرَدُ الّذي ليس على بَدَنِه شَعرٌ ولم يكن صلَّى اللّه عليه وسلّم كذلك وإِنَّمَا أَراد به أَنَّ الشَّعرَ كان في أَماكنَ من بَدَنِه كالمَسْرَبة والسَّاعدينِ والسَّاقَيْن فإِنَّ ضَدَّ الأَجردِ الأَشعرُ وهو الّذي على جميع بَدَنِه شَعرٌ ، ولم يكن النبيُّ الأعظم أجرد ولا أشعر ، كما بيَّنَّـا ذلك في كتابنــــا ( صفاتُهُ الخَـلْقيّـة - صلى الله عليه وسلم ). وفي حديث صِفة أَهل الجَنّة أنهم جُرْدٌ مُرْدٌ متكَحِّلون. وجـرَّد سيفه من غمده أي استلَّه فصار جاهزا للطعان ، ومنه القول :
فجَـرِّدْ حسامك من غمده = فليس له بعدُ أن يُغمدا
والجارُودُ لَقَبُ بِشْرِ بن عَمرو بن حَنَش بن المُعَلَّى من بني عبد القيس العَبْديِّ الصحابيّ رضي اللّه عنه كُنْيته أَبو المُنْذر وقيل أَبو غِياث وهو أَصحُّ وضبطَه عبد الغَنيّ أَبو عتّابٍ وذكرهما أَبو أَحمدَ الحَاكم له حديث وقُتِلَ بفارِسَ في عقَبَةِ الطِّينِ سنةَ إِحدى وعِشرِين وقيل بنَهاوَنْدَ مع النُّعْمَانِ بن المُقرِّن سُمِّيَ به لأَنَّه فَرَّ بإِبلِهِ الجُرْدِ أَي الّتي أَصابَهَا الجَرَدُ إِلى أَخوالِهِ من بني شَيبانَ ففَشَا ذلك الدَّاءُ في إِبلِهَم فأَهْلَكَهَا.
وفي الأسـماء أيضـاً تطالعنا " المتجرِّدة " وهي سيدة عربية دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ، والمتجرِّدة لقب يعني المتعرّيــة ، التي خلعت لباسها وتبذّلت بجلستها خالية لوحدها ،، وهذا اللقب اسم امرأَةِ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِر مَلِكِ الحِيرَة ، التي تغزل بها المنخّـل اليشكري وقصتهما معروفة في تاريخ الادب العربي . وفيها قصة البيت الشعري ذائع الصيت :
سقط النصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطه = فتناولتْـهُ واتَّـقتنا باليـدِ
وجَرُودٌ كصَبُورٍ : بُليدة بدمَشْقَ من شَرْقيِّهَا الشمالي بالغُوطة ، وتدعى اليوم " جيرود "
والجُرَادَة بالضّمّ : اسم رَمْلَة بأَعلَى البادِيَةِ بينَ البَصرة واليَمامة . وجُرَادٌ كغُرَابٍ : ماءٌ أَو مَوضعٌ بديار بني تَميم بين حائل والمَرُّوت . ويقال هو جَرَدُ القَصيمِ وقيل : أَرضٌ بين عُلْيَا تَميمٍ وسُفْلَى قَيسٍ . ضرَبَهُ بجريدةٍ . الجَريدَةُ هي سَعَفةٌ طَوِيلَةٌ رَطْبَةٌ الجَريدةُ للنّخلةِ كالقَضِيب للشَّجرة أَو الجَريدةُ هي التي تُقَشِّرُ من خُوصِها كما يُقَشَّر القَضيبُ من وَرَقِه والجمعُ جَريدٌ وجائدُ وقيل هي السَّعَفَة ما كانتْ بلُغةِ أَهْل الحِجاز . وفي الصّحاح : الجَريد : الذي يُجْرَد عنه الخُوصُ ولا يُسمَّى جَريداً ما دَامَ عليه الخُوصُ وإِنَّمَا يُسَمَّى سَعَفاً . وتقول العرب أيضا الجَرِيدَةُ ، وهي خَيلٌ لا رَجَّالَةَ فيها ولا سُقّاط . ويقال : نَدَبَ القائدُ جَرِيدَةً من الخَيل إِذا لم يُنْهِضْ معهم راجلاً . قال ذو الرُّمَّة يَصفُ عَيْراً. ً
يُقَلِّب بالصَّمَّانِ قُوداً جَرِيدةً ... تَرَامَى بهِ قِيعَانُه وأَخَاشِبُهْ
ويقال جَريدةٌ من الخَيْل للجَماعةِ جُردَت من سائرها لوَجْهٍ كالجُرْدِ بالضّمّ . والجَرِيدة : البَقيَّةُ من المال . ومن المَجاز قولهم "أَشأَمُ من جَرَادَةَ " وهنا الجَرَادَةُ امرأَةٌ كانت قَيْنَةٌ بمكّةَ ذكَرُوا أَنها غَنَّتْ رِجالاً بعَثَهُم عادٌ إِلى البَيت يَستسقون فأَلْهتْهم عن ذلك وإِيّاهَا عنَى ابنُ مُقْبِلٍ بقوله :
سِحْراً كما سَحَرتْ جَرَادَةُ شَرْبَها ... بغُرُورِ أَيّامٍ ولَهْوِ لَيالِي .
والجَرَادَةُ : اسمُ فَرس عَبدِ اللّه ابنِ شُرَحْبِيلَ سُمِّيَت بواحِدِ الجَرَادِ على التشبيه لها بها كما سمّاهَا بعضهم خَيْفَانَة . ولاجَرَادَة أَيضاً فَرسٌ لأَبِي قَتَادَةَ الحَارث بن رِبْعِيٍّ السُّلَميّ رضي الله عنه الصّحابِيّ (تُوفِّيَ سنةَ أَربع وخمسين للهجرة المشرفة ) .أما الجريدة التي نقرؤها اليوم ونعني بها أو نسميها الصحيفة اذا كانت يومية ومجلة اذا كانت شهرية أو اسبوعية ، فسُمّيت بذلك نسبة الى سعفة النخيل ، وتدعى " جريدة" أيضا ، فقد كانوا يكتبون عليها الرسائل والمخطوطات وما شابه ذلك ويتداولها طالبو المعرفة ،،، واستمرَّ الاسم رغم عدم استمرار المسمّى ،،، هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين
وآخر كلامنا اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد أفضل التسليم