الزَّوْرُ: الصَّدْرُ، وقيل: وسط الصدر، وقيل: أَعلى الصدر، وقيل: مُلْتَقَى أَطراف عظام الصدر حيث اجتمعت، وقيل: هو جماعة الصَّدْرِ من الخُفِّ، والجمع أَزوار.
والزَّوَرُ عِوَجُ الزَّوْرِ وقيل: هو إِشراف أَحد جانبيه على الآخر، زَوِرَ زَورَاً، فهو أَزْوَرُ .
وقال الفراء في قوله تعالى: ((وترى الشمسَ إِذا طلعتْ تَزاوَرُ عن كَهْفِهِمْ ذاتَ اليمين)) سورة الكهف / 17؛ قرأَ بعضهم: تَزْوَارُ يريد تَتَزاوَرُ، وقرأَ بعضهم: تَزْوَرُّ وتَزْوَارُّ، قال: وازْوِرارُها في هذا الموضع أَنها كانت تَطْلُع على كهفهم ذات اليمين فلا تصيبهم وتَغْرُبُ على كهفهم ذات الشمال فلا تصيبهم، وقال الأَخفش: تزاور عن كهفهم أَي تميل؛ وأَنشد:
ودونَ لَيْلَـــــى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ، *** جَدْبُ المُنَدَّى عن هَوانا أَزْوَرُ،
يُنْضِي المَطَايا خِمْسُه العَشَنْزَرُ*
والزَّوَرُ في صدر الفرس: دخولُ إِحدى الفَهْدَتَيْنِ وخروجُ الأُخرى؛ وفي قصيد كعب ابن زهير: في خَلْقِها عن بناتِ الزَّوْرِ تفضيلُ الزَّوْرُ: الصدر.
وبناته: ما حواليه من الأَضلاع وغيرها.
والزَّوَرُ، بالتحريك: المَيَلُ وهو مثل الصَّعَر. وعَنُقٌ أَزْوَرُ: مائل.
والمُزَوَّرُ من الإِبل: الذي يَسُلُّه المُزَمَّرُ من بطن أُمه فَيَعْوَجُّ صدره فيغمزه ليقيمه فيبقى فيه من غَمْزِه أَثر يعلم أَنه مُزَوَّرٌ.
وركية زَوْراءُ: غير مستقيمة الحَفْرِ.
والزَّوْراءُ البئر البعيدة القعر؛ قال الشاعر: إِذْ تَجْعَلُ الجارَ في زَوْراءَ مُظْلِمَةٍ زَلْخَ المُقامِ، وتَطْوي دونه المَرَسَا وأَرض زَوْراءُ: بعيدة؛ قال الأَعشى: يَسْقِي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً زَوْراءَ، أَجْنَفَ عنها القَوْدُ والرَّسَلُ ومفازة زَوْراءُ: مائلة عن السَّمْتِ والقصدِ.
والزُّور الكذب والباطل، وقيل: شهادة الباطل. رجل زُورٌ وقوم زُورٌ وكلام مُزَوَّرٌ ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بكذب، وقيل: مُحَسَّنٌ، وقيل: هو المُثَقَّفُ قبل أَن يتلكم به؛ ومنه حديث قول عمر، رضي الله عنه: ما زَوَّرْتُ كلاماً لأَقوله إِلا سبقني به أَبو بكر، وفي رواية: كنت زَوَّرْتُ في نفسي كلاماً يومَ سَقِيفَةِ بني ساعدة أَي هَيَّأْتُ وأَصلحت.
والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشيء.
وكلامٌ مُزَوَّرٌ أَي مُحَسَّنٌ؛ قال نصرُ بن سَيَّارٍ:
أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنين رِسالةً،*** تَزَوَّرْتُها من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِل
والتَّزْوِيرُ: تَزْيين الكذب والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشيء، وسمع ابن الأَعرابي يقول: كل إِصلاح من خير أَو شر فهو تَزْوِيرٌ، ومنه شاهد الزُّورِ يُزَوَّرُ كلاماً والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الكلام وتَهْيِئَتُه .
وهكذا فالزور يدور معناه على الميلان ( الاعوجاج – شهادة الزور- منتصف الصدر – الزيارة ........ الخ) .
ويقول ابن الجوزي في كتابه المدهش 145:
كان أكثر القوم، إذا جاءه البكاء دافعه، اتقاء اللاحي له، فيغلبه فلا حيلـــــــــة له.
للمتنبي:
حاشى الرقيب فخانته ضمائـره *** وغيَّض الدمــــع فأنهلت بوادره
وكاتم الحب يوم البين مفتضح *** وصاحب الوجد لا تخفى سرائره
إذا أقلقه الحب ضج، وإذا أرقه الشوق عج، وكلما حبس دمعه ثج، وإذا استوحش من الخلق هج، فالهمـــوم تنوبه من كل فج، حشيت قلوب القوم بالغموم، حشـــو الورد في قوارير الزور، وكلما التهبت نـــــــار الحذر جرت عيون الدمع في جداول العيون فرشت على الخدود ماء، ما ماء الورد عنده بطيب.
لأبي المعتز:
أسر القلب فأمسى لديــــــه *** فهو يشكوه ويشكــو إليه
عذب الأحباب بالهجر حيناً ***فهم يبكـــــون بين يديـــــه
واعجباً لضعف بدن العارف كم يحمل؟ وآسفا لقلب المحب كم يصبر.
نعم تحمل الأشواق والعيس ظلع ... ويمشي الهوى والناقلات قعود
ما أقوى جلد جلد القلب على نار الحب، كأنه قد ألبس ريش السمندل على أنه لا بد من لذع يبين أثره في صعود الصعداء دلالة تدل على الحريق ، اشتط اللهيب فشاطت القلوب لولا أن القوم على شواطي بحر الدموع نزول.
للشريف الرضي:
خـذي حديثك في نفسٍ من النفس *** وَجْدُ المَشوق المُعَنَّى غيـــر ملتبس
الماء في ناظري والنار في كبدي *** إن شئتِ فاغترفي أو شئت فاقتبسي
و قوارير الزور : بزعمي زجاجات الطيب
قوارير تُملأ بالطيب والريحان وما شابه ذلك ، وهي مضافة الى الزور .
والزور اسم مكان . وأظنه المسمى بدير الزور حاليا ، وهو المذكور في معجم البلدان 2/ 513 ، وفي معجم البلدان نفسه قرأت 3/ 157 :
موضع اسمه زور في مشرقنا لم يوضحه ياقوت ولم يذكره.
وهناك الزور : اسم صنم مصنوع من الذهب والمرصع بالجواهر في بلاد السند .
والزور قبل هذا وبعده الصَّدْرُ، وقيل: وسط الصدر، وقيل: أَعلى الصدر، وقيل: مُلْتَقَى أَطراف عظام الصدر حيث اجتمعت، فيكون المراد من نصّنا السابق:
قوارير تُملأُ بأعشاب وعقاقير لمداواة أمراض الصدر ، أي علاجها بالأعشاب والعقاقير الطبية النباتية ، وليس قوارير منسوبة الى مكانٍ بعينه . والله أعلم .