الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أدلة عالمية تربط بين السمنة في مرحلتي الطفولة والمراهقة وبين زيادة مخاطر الإصابة بالسمنة والأمراض في مرحلة البلوغ

  • 1/2
  • 2/2

عمان - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة قبل أيام تقريراً إقليمياً حول إنعدام الأمن الغذائي حمل عنوان "الشرق الأدنى وشمال إفريقيا: نظرة إقليمية عامة حول إنعدام الأمن الغذائي – الإدارة المستدامة للمياة في الزراعة شرط أساسي للقضاء على الجوع والتكيف مع التغير المناخي". وأشارت المنظمة الى أن هذا التقرير جاء متزامناً مع تبني أهداف التنمية المستدامة الـ 17، الى جانب إتفاقية مكافحة التغير المناخي التي تم التوصل اليها في الدورة 21 لمؤتمر الدول الأطراف الذي عقد في باريس.
وتضيف جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن التقرير ركز على موضوع إنعدام الأمن الغذائي من حيث الإستدامة، وأشار الى أن دول الإقليم سجلت تقدماً ثابتاً من حيث تحسين الأمن الغذائي والتغذية، في حين أدت النزاعات والصراعات في المنطقة الى تدهور في وضع الأمن الغذائي، وشدد على أن ندرة المياة والتغير المناخي يشكلان التحديان الأساسيان أمام تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية وهو القضاء التام على الجوع.
وفيما يتعلق بالأردن، فقد أشار التقرير الى أن نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر 14.4% (16.8 في المناطق الريفية و 13.9% في المناطق الحضرية)، وأن الأردن بدأ في إحداث تحولات في برامج الدعم بهدف إيجاد أنظمة حماية إجتماعية أفضل والإبتعاد عن برامج الدعم الشاملة وإستبدالها بأدوات مصممة بشكل جيد والتي تعتبر الى حد كبير آداة أكثر كفاءة في مكافحة الفقر.
وتضيف "تضامن" بأن التقرير إعتبر إستضافة اللاجئين السوريين سبباً في ظهور تحديات إجتماعية  مختلفة أثرت على خطة الإستجابة الأردنية للأزمة السورية وإنعكس على إستراتيجيات الحماية الاجتماعية خاصة نقص عنصر الأمن الغذائي بإعتباره مكوناً أساسياً في إطار تصميمها ونتائجها.
كما أشاد التقرير بتجربة الأردن في مجال إحداث عمليات إصلاح جوهرية في الحوكمة للوصول الى الإدارة الناجحة لمصادر المياه الجوفية، على إعتبار أن التغير المناخي سيزيد من تدني مستوى التغذية والمياه الجارية. كما يعاني الأردن من توزع الهطول المطري على مساحات واسعة، إلا أن تجميع مياه الأمطار بطريقة مناسبة قد يشكل مصدراً إضافياً إساسياً لإحتياط المملكة من المياه.
وتبنى الأردن حسب التقرير "سياسة التغير المناخي الوطنية والإطار الإرشادي الإستراتيجي بالقطاع (2013-2020) بهدف بناء قدرات المجتمعات والمؤسسات في الأردن على التكيف، مع الأخذ بعين الإعتبار النوع الاجتماعي (الجندر)، الى جانب تلبية إحتياجات المجموعات المعرضة للخطر، بهدف تعزيز قدرة النظم البيئية والمياه والموارد الزراعية على الصمود في وجه التغير المناخي."
فقر الدم بين الأطفال
وعن مدى إنتشار فقر الدم بين أطفال الإقليم دون الخامسة، فإن النسبة تتراوح ما بين 7.4%- 80.4%، أما في الأردن فبلغت النسبة ما بين الأطفال في سن ما قبل المدرسة 57.5%. كما زاد معدل إنتشار نقص فيتامين (د) خاصة بين الأطفال والنساء، حيث تشير التقديرات الى وصول معدل إنتشار نقص الفيتامين (د) بين البالغين في الأردن 60.3%.
الأردن من بين دول أخرى في الإقليم يعاني من أعلى معدلات لزيادة الوزن
وتضيف "تضامن" بأنه ووفقاً للتقرير هنالك أدلة عالمية كبيرة تربط بين السمنة في مرحلتي الطفولة والمراهقة وبين زيادة مخاطر الإصابة بالسمنة والأمراض في مرحلة البلوغ ومضاعفاتها اللاحقة كالسكري وإرتفاع ضغط الدم وأمراض الشريان التاجي وهشاشة العظام. وسجل الأردن الى جانب عدد آخر من دول الإقليم أعلى معدلات لزيادة الوزن حيث تتراوح نسبة زيادة الوزن والسمنة بين 74%- 84% لدى النساء، و 69%-77% لدى الرجال.
الأردن نجح في خفض معدلات التقزم
وفيما يتعلق بنقص التغذية ومدى إنتشاره بين الأطفال دون الخامسة، فقد أشاد التقرير بنجاح الأردن خلال الفترة (2005 – 2015) من تخفيض معدلات التقزم من أكثر من 20% الى أقل من 10%. ويعتبر التقزم (قصر الطول مقارنة بالعمر) من المؤشرات الأكثر شيوعاً لنقص التغذية بين الأطفال الى جانب الهزال (إنخفاض الوزن مقارنة بالطول) ونقص الوزن (إنخفاض الوزن مقارنة بالعمر).
ومن جهة ثانية ذات علاقة بالتقزم، فقد أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" خلال شهر نيسان (2013) تقريراً بعنوان "تحسين تغذية الأطفال: الحاجة الملحة القابلة للتحقيق من أجل التقدم العالمي" ، أكدت فيه على أن (165) مليون طفل دون سن الخامسة حول العالم وبواقع طفل من بين كل أربعة أطفال يعانون من التقزم وبنسبة (26%) عام (2011) ، ينتج عنها آثاراً صحية قد تنهي حياتهم أو تقضي على مستقبلهم.
وتشير "تضامن" الى أن التقزم وهو إنخفاض الطول مقابل العمر ناتج عن عوامل رئيسية هامة تتعلق بالأمهات والأطفال على حد سواء ، فالتقزم ليس نتيجة للغذاء وحده ، وإنما الوضع التغذوي يتأثر بتمتع كل من الأم والطفل بالغذاء والصحة والرعاية. وترتبط صحة الأطفال ذكوراً وإناثاً بشكل مباشر بصحة أمهاتهم ، وإن الإهتمام بالإمهات قبل وخلال فترة الحمل وبعده تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال وتغذيتهم خاصة في الأشهر القليلة التالية على الولادة الى عمر السنتين.
ويؤكد تقرير اليونيسف على أن الفئات المحرومة والمهمشة في المجتمع هي الأكثر تأثراً بحالات سوء التغذية والتقزم ، فعلى المستوى العالمي يعاني ثلث الأطفال والطفلات الريفين / الريفيات دون سن الخامسة من التقزم ، مقابل معاناة ربع الأطفال والطفلات في المناطق الحضرية. إلا أن الأرقام تشير الى أن (55%) من أطفال اليمن يعانون من التقزم ، ويعاني ثلثي الأطفال في المناطق الحضرية باليمن وبنسبة (44.2%) منه. كما أن ثاني أعلى نسبة من الأطفال / الطفلات منخضي الوزن موجودة في اليمن وهي (58%) بعد أفغانستان.
كما يرتبط إرتفاع معدل حالات التقزم في العالم بحالة الفقر ، حيث إن معدل إصابة الأطفال والطفلات دون الخامسة في المجتمعات الأشد فقراً هي ضعف إحتمالات إصابة نفس الفئة في المجتمعات الأكثر ثراءاً. وإن إمكانية وصول الأمهات وأطفالهن الى الغذاء الكافي والمكملات الغذائية المناسبة ، والعناية الصحية اللازمة لهن ولأطفالهن ، وتوفر الخدمات الصحية والمياة النظيفة والصرف الصحية والنظافة الجيدة ، جميعها تساهم وبشكل كبير في الحد من تعرض الأطفال والطفلات لحالات التقزم.
أما في الأردن ، فقد أشار تقرير اليونيسف الى أن إنتشار التقزم بين عامي (2007-2011) وصل الى نسبة (8%) من الأطفال والطفلات ، وبحسب إحصائيات عام (2011) فقد بلغ عدد الأطفال والطفلات الذين يعانون من التقزم (65) ألفاً ، وبنسبة تقل عن (1%) من حالات التقزم في العالم. في حين كان معدل الوفيات للأطفال والطفلات دون سن الخامسة (21) لكل ألف عام (2011).  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى