الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

اهمية ودور المرأة فى المجتمع

  • 1/2
  • 2/2

الدكتورة:جهاد الشربيني - مصر - " وكالة أخبار المرأة "

جعل الله تعالى الإنسان جنسين اثنين يكمّلان بعضهما، حيث منحهما كل ما يحتاجانه من أدوات، ووفر لهما كافة السبل الممكنة والمتاحة من أجل أن ينهضا بالحياة على كوكب الأرض، وقد جاءت الشرائع السماوية منظمة للعلاقة بينهما، وتحثّهما على بذل أقصى جهد ممكن في سبيل تحقيق غاية الله من خلقه.
وللمرأة مكانة فى المجتمع باعتبارها الشريك الوحيد للرجل فى حياته الدينية والدنيوية طبقا لنظرية الخلق ونشأة الكون.
لقد أصبح تقدم أي مجتمع مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبقضاء هذا المجتمع على كافة أشكال التمييز ضدهن
وتلعب وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة دوراً خطيراً في تغيير الآراء والمعتقدات، وفي إعادة توجيه سلوك الأفراد خاصة في الشرائح الثقافية والطبقات الاقتصادية والاجتماعية المتوسطة، حيث يسهل التأثير والتغيير في معتقداتهم وأنماطهم القيمية والسلوكية السائدة.
وتلعب المرأة دوراً حيوياً وفعّالاً في بناء المجتمع، فهي اللّبنة الأساسيّة فيه، وهي كالبِذرة الّتي تُنتج ثماراً تصلُح بصلاحها وتفسد بفسادها؛ لِذا علينا أنْ لا نغفل عن دور المرأة في المجتمع، وأنْ نُعطيها كامل حقوقها، ونَضمن لها كرامتها، فهي من تَبني الأجيال ذكوراً وإناثا لِينهضوا بحضارتهم، ويصنعوا مستقبلاً واعداً لبلادهم.
سطّرت المرأة في العصور القديمة والحديثة وخاصة  في المجتمعات الإسلامية أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة وراوية للأحاديث النبوية الشريفة.
المرأة في الإسلام أمّن ديننا الحنيف - على عكس اعتقاد البعض - للمرأة كافّة حقوقها، ومنحها مكانةً عظيمةً سواءً أكانت أمّاً، أو زوجةً، أو بنتاً، أو أختاً، فلها ما لها من الحقوق وعليها ما عليها من الواجبات، بل وأعطاها ميّزاتٍ إضافيّةٍ عن الرَّجل بأنْ جعلها الأمّ الّتي تكون الجنّة تحت أقدامها، وأعطاها من الحسنات ما استحقّت عندما تقوم برعاية بيتها وتهيئته على أحسن وجهٍ، وزوجها عندما تسانده وتقف معه في السّراء والضّراء، وتخفّف عنه عبء وظيفته وتعب يومه، وأولادها الّذين تسعى جاهدةً على تربيتهم تربيةً صالحة.
المرأة في الطب
وفي وقتنا الحاضر برزت المرأة في عصرنا هذا ولعبت أدواراً عديدة بحاجةٍ إلى قوّةٍ وشجاعةٍ وبأس، فظهرت المرأة القائدة لبلادها، والمرأة الطّبيبة، والمرأة المعلّمة، وأخذت دوراً حتى في مجالات الحِرف اليدوية الّتي عُرفتْ بأنّها من قوة الرّجال، ولكنّها برعت في كلِّ دورٍ لعبت فيه، وستُبدع أكثر وأكثر إذا آمن المجتمع بها، وأعطاها من الفرص ما أعطى للرّجل، فلها الحقّ في البحث عن ذاتها، وممارسة المهنة الّتي تُناسبها تماماً كحقّ الرّجل.
مُنع عمل المرأة في المجال الطبي ( سواء كطبيبة أو جراحّة ) على مدار التاريخ وفي أماكن متفرقة من العالم, ومع ذلك فإن عمل المرأة بشكل غير رسمي كمساعدة للعاملين في المجال الطبي كان منتشرًا على أوسع نطاق. أما الآن فإن معظم دول العالم توفر فرص التعليم الطبي لكلا الجنسين بالتساوي  لكن لا توفر جميع هذه الدول فرص عمل داخل القطاع الطبي متساوية للجنسين.
وفي مقتبل القرن الواحد والعشرين حققت المرأة الكثير من المكتسبات في البلدان الصناعية وحصلت على المساواة مع الذكور في العديد من التخصصات الطبية كما تستمر المرأة في اكتساح مجال التمريض.
ومع ذلك فإن ممارسة الطب يغلب فيها الذكور بوجه عام. وفي البلدان الصناعية لا تنتقل المساواة في التعليم الطبي بين الجنسين إلى فرص العمل, بالإضافة إلى أنه في البلدان النامية لا توجد مساواة بين الجنسين لا في التعليم الطبي ولا في فرص العمل.
وفوق ذلك, يلاحظ وجود انحرافات في بعض التخصصات الطبية, كالجراحة التي يهيمن عليها الذكور تمامًا .
وتتجلّى رسالة المرأة في الأسرة حين تقوم برعاية أولادها وتربيتهم التّربية الصّحيحة المبنيّة على الأخلاق والدّين، ولا يمكن أن تؤدّي الأمّ هذه الرّسالة إلا عندما تكون مهيّئة لذلك وكما قال الشّاعر: الأمّ مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق كما أنّ رسالة المرأة في أسرتها تتعدّى مهمّة التّربية إلى مهمة إعداد جيلٍ من الأبناء يحسن التّعامل مع مجتمعه ويحسن العطاء، فتزوّده بالمهارات الإجتماعيّة اللازمة لذلك، كما تبيّن حقّ المجتمع عليه، ويتشارك الأب هذه المسؤوليّة مع المرأة حتى يكون نتاج التّربية أفضل. كما تتجلّى أهميّة المرأة حين تؤدّي رسالتها بالمجتمع بما تحمله من شهادات علميّة تمكّنها من تعليم الأجيال، وكم نرى من معلّمات يربّين طلابنا على الأخلاق الحميدة ويزوّدونهم بالعلم النّافع في حياتهم، وبالتّالي فإنّ دور المرأة حيوي في محاربة الجهل والتّخلف وتنوير المجتمع بالعلوم والمعرفة والثّقافة في كلّ مجالات الحياة. كما تتجلّى أهميّة المرأة في المجتمع حين تراها تضع يدها بيد زوجها في أوقات المحن والشّدائد، فتراها تعمل أحيانًا كثيرة حتّى تشارك زوجها مهمّة الإنفاق على البيت، ولا شكّ بأنّ ذلك ليس بمطلوبًا منها ولكن دعاها لذلك عظم المسؤوليّة التي تحملها في نفسها ورغبتها بالوقوف مع زوجها ومساندته وهي ترى ظروف الحياة الصّعبة. وأخيرًا إنّ هناك صورٌ مختلفة تبيّن أهميّة المرأة في المجتمع، فالمرأة تجاهد كما يجاهد الرّجل حين تراها تحمل أحيانًا السّلاح لتدافع عن وطنها ودينها، كما تراها تطبّب جراح النّاس وتداويها بكلّ معاني المحبّة والرّحمة والحنان، وكم يتمنّى أحدنا أن تكون له بنت بارّة في حياته لأنّه يعلم بأنّها سترعاه في كبره وعجزه.
واخيرا قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى