الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

عشقت أمهات العالم لأجلك أمي

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: سحر حمزة - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

أعشقها رغم أن غياب جسدها يؤلمني ولكن سلواي  أنها تسكن روحها بكلماتها وتوجيهاتها وبسماتها وحتى في  غضبها الجميل أحببتها لأجل ذلك وعشقت  كل ما فيها  ،نعم أحبها في كل يوم أكثر ،أستذكر مناكفاتنا لها أنا وأخوتي نطالبها بالمزيد من العطاء رغم أنها لم تقصر معنا يوما ،رغم بكاءها لألمنا رغم حبها غير المحدود لنا رغم كل ظروفها الصحية وضعفها إلا أنها لم تقل لنا يوما لا أعرف أو لا أملك أو لا أريد ،كانت طلباتنا عندها أوامر ولو تطلب منها ذلك فعل المستحيل كي نكون سعداء ولا نحتاج شيء ولا ينقصنا شيء ،وإذا جاءها خبر عن ضعف أحدنا أو مرضنا لا يهنأ لها بال إلا إذا أطمأنت بنفسها وتبذل كل ما بوسعها لترى أننا على مايرام وأن مكروها لم يمسنا.
أمي رحمها الله مثل ملايين الأمهات اللواتي خلقهن الله كي يبعثن بنا الحياة وكي نهنأ نحن ونعيش بسلام وبأمان وبحب تعطي بلا حدود وتسهر دون أن تتذمر أو تبدي تعبها ومللها من تأوهاتنا ومن آلامنا تفرح لفرحنا وتسعد إذا شبعنا دون أن نظمأ أو نحتاج شيء ما مهما قل أو كبر ومهما كان ثمنه ومهما كانت قيمته ومتطلباته سعادتها برؤيتنا في راحة وسكينة وهدوء بال سعادتها تبدا حين ترى بعينها أن كل ما نحتاجه قد وصلنا هي أمي وكثيرات مثلها ولا أدري إذا وجد في هذا الكون بمثل حنانها وحبها ودفئها .
أستذكر يوم زفافي ويوم ولادتي لأول طفل ويوم سفري ومغادرتي لها وهي مريضة كانت تضمني بحب متناهي وتبكي وهي تودعني وحين جاء موعد زفافي ذرفت دموعا كالمطر وبكت بكاء فراق الحبيب لحبيبته وحين كنت في مخاض ولدي الأكبر واتألم كانت هي تتالم أكثر مني وتتمنى أن تنتهي معاناتي هي أمي ليس مثلها نساء هي أمي غادرت ورحلت لتلتحق بالرفيق الأعلى من مرض عضال أصابها وحين كانت تحتضر نادت بأعلى صوتها تردد أسمي وتتمنى أن تراني لكن القدر سبق وصولي إليها حين أزفت ساعة الرحيل فلملم بقاياها وحملت إلى مثواها الأخير محملة على الأكف وفي عينيها دمعة على فراقي وها أنا أستذكر تلك اللحظات في كل احتفال سنوي   بعيد الأم وأسمع صدى صوتها القادم من أعالي السماء أو من جوف الأرض وهي تنادي أسمي ويتهيأ لي أنها تردد وداعا لا لقاء بعده- إلا أن يشاء القدر بذلك وهكذا أستذكرها في كل لحظة حتى بعد أن أنجبت وأصبحت أما عشقت أمهات العالم لأجلك أمي وأتمنى أن يدرك أولادي معاني أن تكون معهم أمهم على قيد الحياة ولكن وأولادي ينظرون إلي مثلما فعلت وأنا أغادر أمي وأنا أغادرهم وفي كل مرة أردد لعله آخر لقاء وما زلت أنتظر
رحم الله أمي وألحقني بها  في جنات الخلد حتى يأذن الله لي بذلك .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى