تضاعفت نسبة النساء اللواتي يواصلن العمل وهن في السبعينات من العمر في بريطانيا في السنوات الأربع الأخيرة.
وكشف تحليل لبيانات رسمية أن 5.6 في المئة فقط من النساء توقفن عن العمل بعد بلوغهن سن السبعين في عام 2012، وارتفعت هذه النسبة ارتفعت إلى 11.3 في المئة في عام 2016.
ويعد القلق من تدني مدخول راتب التقاعد والرغبة في القيام بشيء من الأسباب وراء البقاء في العمل حتى سن متقدم.
وأفاد التحليل أن 15.5 في المئة من الرجال توقفوا عن العمل وهم في السبعينات من العمر في عام 2016.
ولعل تغيير قوانين العمل ومرونة ظروف العمل وعدم إجبار الأشخاص على أخذ تقاعدهم في سن معينة والحق في الحصول على مرونة في ساعات العمل ، ساعد عدداً كبيراً من الناس على الاستمرار في العمل لمدة أطول وزاد في إنتاجيتهم.
ويقدر وجود نحو 150 ألف امرأة ما زلن يعملن في سوق العمل في بريطانيا وهن في بداية السبعين من عمرهن.
ومن بينهن آن غرين التي تدير محلاً لبيع الأقمشة في سوق في بريستول، إذ تقول إن "سبب بقائها في سوق العمل يعود إلى خشيتها من بسبب تدني نسبة ما ستتقاضاه من راتب تقاعدي".
وأضافت غرين "لقد استثمرنا أموالنا في هذا العمل وفي شراء شقة لنشعر أننا بمأمن عندما نكبر في العمر"، مشيرة إلى أن حياتها ستتغير بالطبع في حال توقفت عن العمل وستكون بالفعل صعبة.
وعلى الرغم من التغيرات التي أجريت على راتب تقاعدي الذي تؤمنه الحكومة البريطانية، فإن العديد من النساء لسن مؤهلات للحصول على راتب تقاعد كامل بسبب وجود نقص في اشتراكات التأمين الوطني الخاصة بهن بسبب أخذهن إجازات أمومة لرعاية أبنائهن.
وتقول اليان ويستون (74 عاما) التي كانت تشغل وظيفة عاملة اجتماعية، إنها من اللواتي لم يحصلن على راتب التقاعد الكامل.
وتضيف أن" البقاء في إطار العمل يمنح النساء فرصة لإبقاء عقولهن وأنفسهن في حالة من النشاط، الأمر الذي ينعكس عليهن بصورة إيجابية فيبدون أصغر سناً"، مشيرة إلى أن "الكثيرين يتحدثون عن أن المتقاعدين أثرياء، إلا أن العديد منهم ليسوا كذلك".
وقال ناثان لونغ، كبير الخبراء المختصين بالتقاعد، إن "زيادة عدد الأشخاص الذين يبقون في سوق العمل حتى ما بعد بلوغهم سن السبعين، يعد اختياراً فردياً".
وأضاف "يجب تشجيع الموظفين على العمل ما داموا يريدون ذلك"، مشيراً إلى أنه نتيجة لزيادة الضغط على نظام التقاعد فإن أيام الحصول على تقاعد مبكر ولت للأسف".
وفي بداية هذا العام، تقدمت الحكومة البريطانية باستراتيجية جديدة تهدف إلى تشجيع من هم فوق الخمسين بالبدء بمهنة جديدة للبقاء في سوق العمل مدة أطول.
وقال داميان غرين، وزير العمل والتقاعد، إن " البقاء في سوق العمل لسنوات إضافية قد يكون له تأثير بالغ، ليس بسبب المدخول المالي للفرد ،بل من أجل صحته العقلية والجسدية.
ودعا غرين جميع المؤسسات إلى إعادة تقييم موظفيها من كبار السن، إذ ليس من المقبول إحالة موظفين إلى التقاعد بسبب تقدمهم في العمر".