تعتبر الدكتورة حنان المرون المنحدرة من تطوان نموذجا للانصهار الثقافي لانتماءين احدهما للمغرب والآخر لهولندا.
فقد شقت طريقها بثبات في مجال التكوين ثم البحث في المجال الطبي حيث تابعت دراستها في تخصصات الجهاز العصبي والتصوير بالصدى المغناطيسي في كل من هولندة و ألمانيا، وانخرطت بعد ذلك في إنجاز أبحاث عن الحوامل والأجنة في المركز الطبي إرازموس بمدينة روتردام. وأعطتها هذه الأبحاث مكانة متميزة حيث تتلقى باستمرار الدعوات من أمريكا وألمانيا وكندا وبريطانيا لتقديم تجربتها ونتائج أبحاثها في مجال الأمومة والحمل، فضلا عن الإشعاع الذي تلقاه الأبحاث ذاتها على مستوى المجلات العلمية العالمية.
وتستجلي الأبحاث التي تنكب عليها صحبة الفريق الطبي بالمركز العلاقة بين الأم والجنين من اجل رصد التعقيدات أثناء الحمل وسبل الوقاية منها او علاجها.
من المؤكد ان تدخين الأم أثناء الحمل يؤثر على الجنين، وفي هذا السياق تأتي الدكتورة حنان المرون بالحقائق. ففضلا عن التأثير على نمو الدماغ وصغر حجمه فان التبغ يسبب اضطرابات عصبية واكتئاب للرضيع، وعلى المدى البعيد يؤثر على صحته العقلية.
وتهدف أبحاث الفريق على دراسة الوظيفة العاطفية للأطفال الذين كانوا تحت تأثير التبغ قبل الولادة ومقارنة النتائج مع نماذج أطفال آخرين لم يتعرضوا لآثار التبغ أثناء فترة الحمل، فكانت العينة الاولى تعاني من اضطرابات ولا توازن عاطفي فضلا عن تفاوت حجم الدماغ.
ويتضح ان التدخين يتلف الخلايا الدماغية وينقص من حجم الأوكسجين عند الجنين. وتم التوصل الى هذه النتائج بعد معاينة 113 طفل بين ست وثمان سنوات. وعلى مستوى الإحصائيات فضمن 700 ألف رضيع يولدون في هولندة وبريطانيا، 120 ألف أمهاتهم مدخنات.
في نفس الاتجاه أبان بحث آخر للدكتورة حنان المرون والفريق الهولندي ان الحوامل اللواتي يتناولن الأقراص المضادة للاكتئاب يضعن مواليد ذوي رؤوس اصغر حجما، ويعتبر النمو الطبيعي للجنين مؤشرا على الصحة الجيدة أثناء فترة الحمل، لكن الأقراص المضادة للانهيار او الاكتئاب تؤثر على حجم الرأس لكن النمو على مستوى الوزن والقامة لا يتأثران حسب نتائج الأبحاث، حقيقة اخرى توصلت اليها تجارب الدكتورة حنان المرون توضح انه من المحتمل في حال استعمال هذه الاقراص ان يتم الوضع قبل الموعد الطبيعي.