الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

عندما يصبح الدين حرفة..

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: شيماء المريني - المغرب - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

 نصبح و نمسي على فتاوى مختلفة في شتى المجالات؛ العبادة، العمل، التجارة.. فأحد الدعاة  يشرع و يدعو لقبول المبادئ والانصياع لها تحت مسمى" الاجتهاد" ، و آخر يفرض معارضا ما استجد نظرا لعدم ملائمته لأحد جوانب الحياة ..
وسط جلبة  الأخذ والرد، التشريع و الدحض، القبول و الرفض .. تنبعث موجة التيارات الإسلامية ؛ فالتيار المؤيد ينصاع للمفتي نظرا لكونه رجل دين و فقيه، بل عالما ملما  بأصول العقيدة و متشبعا بمبادئها  و قيمها في حين  أن التيار المعارض لا يجد بدا من إبداء رفضه  القطعي و اعتبار كل ما استجد تأويلا لا يجوز العمل به او إتباعه .
 لكن متى كان  الدين حرفة موظفوه  دعاة ، و قياداته  رجال دين ، و أطره علماء فقه  يتولون الفتوة و يتوجهون الى العامة  بالدعوة ؟ بل أحيانا يجسدون مثالا للخلافة  فتساق وراءهم عدة جهات و جماعات ليتبنوا  أفكاركم و يتبعوا منهاجهم و  يسيروا على منوالهم ..
أصبح كل من هب و دب  يتبنى منهج الدعوة و يلقب نفسه " مفتي الأمة "، بل يمثل سراجها الوهاج و سبيلها الى الخلاص من العذاب و نيل مكانة في الجنان ، هو عالم لكن  دون تكوين أكاديمي او تسريح علمي ، فقيه  لكن جاهل لأصول الشريعة و مسالكها ، داعي الأنام بزاد الضلال يفسر الآيات و الأحاديث حسب هواه  فيؤولها و يحرف الكلمات  .. ليكون بذلك  السبب الرئيسي في انتشار النزاعات و التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة فيظهر التطرف و الإرهاب كنتيجة طبيعية لذلك.
الدين ليس حرفة، و لا  يوجد في الإسلام وظيفة اسمها رجل دين، حتى يتهافت عليها المتطفلون  ليندرجوا ضمن قائمة أهل الدعوة ، فيستغلوا هاته المكانة ذات الطابع الديني لأغراض سياسية و أخرى اقتصادية ناهيك عن تلك الاجتماعية ..
القران  دستور الأمة و منهجها  الكفيل لتحقيق الاستقرار في مختلف مناحي الحياة فقد فسر ما استعصى على الإنسان فهمه و ضرب الأمثلة  لتقريب الصورة من  ذهن القارئ و المستمع  كما أن السنة أتت  مبسطة لكل أمر مضمر مستثر ، في حين يظل الاجتهاد وسيلة لتوضيح ما استجد من أحداث شريطة معالجته من طرف متخصصين لا هاويين !
 مع الأسف ، تحولت الدعوة الى حرفة  و اختزل البعد الديني القيم ليتحول الى مهزلة تحت مسمى "الفتوى"  ، مهنة  يمارسها البعض دون ضمير لتحقيق أغراض شخصية على حساب  المصلحة العامة .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى