العُـمْرَةُ من المناسك الإسلامية في زيارة الديار المقدسة، والتمتع برؤية البيت العتيق وتعظيمه وعمارته، وحكمها سُنّة عند جمهور الفقهاء.
وفي قراءةٍ جذوريّة : العَمْر والعُمُر والعُمْر: الحياة. يقال قد طال عَمْرُه وعُمْرُه، لغتان فصيحتان، فإِذا أَقسموا فقالوا: لَعَمْرُك فتحوا لا غير، والجمع أَعْمار.
وسُمِّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبقى.
وقيل : العَمْرُ، بالفتح وبالضم وبضمتينِ: الحياةُ ، ج: أعْمارٌ، وبالضم: المَسجِدُ، والبِيعَةُ، والكَنيسَةُ، وبالفتح: الدِّينُ، قيلَ: ومنه لَعَمْرِي،
والعرب تقول في القسَم: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأَنه قال: لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يميني أَو ما أَحْلِفُ به؛ قال ابن جني: ومما يجيزه القياس غير أَن لم يرد به الاستعمال خبر العَمْر من قولهم: لَعَمْرُك لأَقومنّ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو أُظهر خبره: لَعَمْرُك ما أُقْسِمُ به، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر؛ وقيل: العَمْرُ ههنا الدِّينُ؛ وأَيّاً كان فإِنه لا يستعمل في القسَم إِلا مفتوحاً.
والشجرة العُمْريَّة عند العرب هي العظيمة القديمة التي أَتى عليها عُمْرٌ طويل. يقال للسدر العظيم النابت على الأَنهار: عُمْرِيّ وعُبْرِيّ على التعاقب.
ويقال: عَمَر اللهُ بك منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلاً.
ويقال للاعْتِمار: القصد.واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وقصد له، قال العجاج:
لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حين اعْتَمَرْ،*** مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ
والمعنى: حين قصد مَغْزًى بعيداً ، وضبَرَ: جَمعَ قوائمه ليَثِبَ.
والعِمَارة والعَمارةُ: أَصغر من القبيلة ، وفي الحديث: أَنه كتب لِعَمَائر كَلْب وأَحْلافها كتاباً؛ العَمَائرُ: جمع عمارة، بالكسر والفتح، فمن فتح (عَمارة ) فَلالْتفاف بعضهم على بعض كالعَمارة العِمامةِ، ومن كسر (عِمارة) فلأَن بهم عِمارةَ الأَرض، وهي فوق البَطْن من القبائل، أَولها الشَّعْب ثم القبيلة ثم العَمارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ.
والعَمْرة الشَّذْرة من الخرز يفصّل بها النظم، وبها سميت المرأَة عَمْرة؛ قال شاعر: وعَمْرة مِن سَرَوات النسا ءِ،*** يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها
وقيل: العَمْرة خرزة الحُبّ.
وفي الحديث ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار في غير موضع، وهو الزيارة والقصد، وهو في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة.
وهي الإحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة ثم الحلق أوالتقصير ، وبتعبير آخر العمرة هي جميع أعمال الحج ماعدا الوقوف بعرفة .
وأُخذ اسم العُمرة من القصد والزيارة، مثلما أخِذ الحجُّ من زيارة المُعَظّم .
تقول العرب : اعْتَمرة أَي زارَه؛ يقال: أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً؛
وفي حديث الأَسود قال: خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ؛ فقال: أَحَلَقْتم الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّاراً؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قال الزمخشري: ولم يجئ فيما أَعلم عَمَر بمعنى اعْتَمَر، ولكن عَمَر اللهَ إِذا عبده، وعَمَر فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما، وهو يَعْمُر ربَّه أَي يصلي ويصوم.
والعَمَار والعَمَارة: كل شيء على الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غير ذلك. وكنا في الجيش نسمي الطاقية عَمْرة، واعتمرناها لبسناها على الرأس.
وقد اعْتَمَر أَي تعمّم بالعمامة، ويقال للمُعْتَمِّ: مُعْتَمِرٌ؛ ومنه قول الأَعشى:
فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى، ***سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا
أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له. وهو ما يفعله الناس اليوم حين يعظّمون شخصا أو زعيما فيرفعون له القبّعـــة ، أو العقال في الجزيرة العربية .
ومن الطرائف الشعبية ، قول الناس لمن أدّى مناسك الحج ( يا حاجي ) ، وسُئل أحدهم فماذا تقول لمن أدى مناسك العمرة ؟ فقال : ( يا عُمري) .
هذا والله أعلم ، وتقبّل الله طاعتكم وأعادكم بالسلامة غانمين ..