إهتزت المشاعر بالحزن والألم ..لدى كل من تابع مأساة (تقى) العروس المصرية التى هزت المجتمع خلال الأسبوع الماضى ..كانت تستعد لحفل زفافها .. والسعادة تملأ قلبها وقلوب أفراد أسرتها ..وهم ينقلون (جهازها)وكل ماتحتاجه لتأثيث منزل الزوجية الى منزل عريسها استعدادا لليلة الزفاف .. وعاد الجميع فوجدوا (تقى) جسدا غارقا فى الدماء ..وفشلت كل المحاولات الطبية لإنقاذ حياتها .. ويتحول الفرح الى جنازة .. ومأساة لا أمل فى علاجها ألا بتغيير بعض القوانين ..وهو ماتطالب به القيادات النسائية ورجال القانون .. فالقاتل الذى قضى على الفرحة مراهق لا يتعدى عمره 18عاما ..تجرد من الإنسانية من أجل أن يسرق حفنة من المال .. ولانه فى هذه السن فان القانون يعتبره طفلا أو (حدث) عقابه السجن عشر سنوات أو إيداعه بمؤسسات الأحداث .. وهو القانون الذى يطبق منذ أكثر من خمسين عاما ..وهذا الحكم لايشفى غليل اهالى الضحايا وتضيع معه حقوق الضحايا ..
ومن هنا تأتي المطالب بتغيير القانون ليتناسب مع روح العصر التى تقتضى العقاب الرادع للمجرم ..
ففي ظل القوانين الحالية يفعل المجرم مايشاء طالما أنه تحت السن ..ولهذا تنتشر الجرائم التى يرتكبها أطفال يقترب عمرهم من 18 عاما .. وقد كشفت إحصاءات المركز القومى للبحوث الجنائية والإجتماعية أن الأطفال فى السجون المصرية المنتظرين للاحكام القضائية بلغ عددهم أكثر من عشرة آلاف طفل .. وهذا الرقم يزيد بإستمرار.
إن القتل هوأخطر الجرائم .. ولهذا يجب تغليظ العقوبة على من يرتكبها ..حتى لو كانوا أطفالا.. لأن الزمن تغير وأصبح هؤلاء القتلة ممن يطلق عليهم ( أطفال) يخططون بطرق مبتكرة لتنفيذ الجريمة ..والأغرب من ذلك ما يبدو على هؤلاء المجرمين الصغار من ملامح راضية وغير نادمة ..وهدوء أعصاب وثبات مما يجعل المحيطين بهم لايشكون ابدا فى انهم إرتكبوا تلك الجريمة .. وهو ماحدث مع قاتل (تقى) قبل أن يتم القبض عليه ..حيث لم يبدو عليه الإرتباك أثناء تشييع جنازتها أو حتى عندما تردد على منزل اسرتها بحكم الجيرة .. قبل أن تتوصل الشرطة الى كشف جريمته والقبض عليه .. لأنه كان يعرف أن العقوبة لن نكون نهاية الحياة أى ليست رادعة .
الخطر كل الخطر.. من إنتشار أطفال الشوارع الذين يعيشون فى بيئة تشجع على إرتكاب الجرائم وتحت مظلة قانون يجب تغييره ليكون رادعا ..من أجل حماية المجتمع وتوفير الأمان للمواطنين .