دائما وأبدا المرأة سيدة الموقف ،للرجل يوم واحد وباقي الايام للنساء ، في هذه الحياة هي سبب لوجود الإنسان ،منذ الولادة ،وحين يحصد الشهادة ،أو يقترن بها بالزواج ،وبالرحيل إلى عالم بعيد عن الإرادة ،في كل يوم هي المتجددة ،وفي كل مرحلة من هذه المراحل تكون المرأة هي سيدة المواقف وصاحبة الإرادة ، ويكون هو مصفقا لها ، متفرجا ،يرقب من بعيد ،وقلما نجد في عصرنا هذا الرجل المستبد لإن المرأة صاحبة القرار ،تريده أولا تريده ،الشرائع السماوية أنصفتها ،والقوانين البشرية كذلك ،والسنن الإجتماعية ،هي الأم ،وهي الزوجة ،وهي الأخت وهي الأبنة وكل من ينحدر من سلالة الرجل من الإناث هي وراءهن ،هو مجرد أداة ليزرع ثم يخرج منها ،ليس له علاقة في التكوين ولا التربية ولا الإعداد للمستقبل ،هو حارس مال ،يقف على الحدود ليمنع إختراق مملكة النساء ،شاء أم أبى هو كذلك ،هو يرفض لإنه قوام في العمل وجني الأرباح والسيادة ،وهو وراء الطموح والدمار والإبداع وحتى الإبادة ،أما المرأة فهي صانعة الرجال ،وهي المعماري الذي يصمم كيان الاسرة ،سعادة أو تعاسة ،وقد تجنح المرأة وتضيع ولا يجد من يلململها ،أو يقومها ،أو يسويها سيدة ملكة ،لكنها تبقى صاحبة القرار شاء أم أبى الرجل ،فإذا عاملها بكياسة ولطف صنع منها إمرأة مبدعة وإن عنفها ودمرها ،دمر نفسه وهدم كيانه دون أن يعي بإنانيته وتهجمه وتعنته ،هو لا يعلم أن وراء كل عظيم إمرأة وقد ينكر ذلك ،لإنه صاحب القوامة وهذا حق مكتسب له ،لكن الرجال في العصر الحالي ،هجروا القوامة وتركوا دفة القيادة للمرأة لإنهم أدركوا دورها الرائد في البناء والتنمية والصناعة المتقنة لنفوس البشر ،لهذا إذا إبتسمت المرأة أضيئت السماء نورا وبهاء ،وإذا حزنت وبكيت تلبدت بالغيوم ودمرت نفوس فقيرة معدمة لحزنها ،فالمرأة هي الحياة وهي الملكة وصاحبة القرار والأمر في بناء الرجل شاء أم لم يشاء ،وعليه أن يتقن فن التعامل معها ،وفن قيادتها ويتعلم دروسا ممن دمروا على أيادي النساء ،وأن لا ينسى أن المرأة التي تهز السرير بيمينها ،تهز العالم بيسارها فتحوله لقلعة منيعة قوية مثل الاسد، أو بقيا ركام مدمرا بسبب شخصية رجل مهزوز منهزم متشرذم هرم .