من البديهي أن يكون الحديث عن السعادة غزيراً وكثيراً ومتنوعاً ودائماً، لأنها حاجة ملحة ومطلب للجميع، دون شك إنها شعور ينساب إلى النفس كالماء العذب في حر الصيف ليروي الظمأ، ولكنها ليست أحاسيس أو مشاعر متجردة تزورنا بعفوية أو دون أسباب، بل هناك دواع ومسببات عدة ومتنوعة لها، منها ما يتعلق بكل منا، وهناك أسباب تتناول المحيط والمجتمع القريب، كالعائلة والعمل أو المدرسة ونحوها.
أما على مستوى الشخص والذات، فنحن نطرد السعادة وكل ما يمت لها بصلة بذكريات مؤلمة مضى عليها أعوام وأعوام، أو بسبب عدم المسامحة والانشغال بالانتقام والتخطيط، وغيرها من الأفكار السلبية التي نملأ قلوبنا ونغذي عقولنا يومياً ومراراً بها.
أما على مستوى مجتمعاتنا ومحيطنا، فهي أيضاً مؤثرة ودافعة قوية نحو تفاؤلنا وإيجابيتنا وسعادتنا دون شك، فلا يوجد أكثر من تأثير المحيطين والرفقاء في نفسية الفرد وتعكير مزاجه أو جعله يضحك ويشعر بالبهجة والسرور.
والخلاصة أن السعادة في متناول يد كل منا، إنها قريبة منا لدرجة كبيرة جداً، ويبقى علينا الانتباه لها ومنحها العناية التي تحتاج، كما يقول الروائي والقاص الأمريكي الراحل ناثانيال هوثورن «السعادة مثل الفراشة، في حال لاحقتها فلن تمسك بها، ولكن إن كنت هادئاً فستأتي وتحط على كتفك!». لا تشغل عقلك وتفكيرك بالكيفية التي تحصل بها على السعادة، وإنما اشغل نفسك بالأخلاق والقيم والمحبة والتسامح، وستجد السعادة ترفرف بين يديك