الجذر الثلاثي (ج ع د) يشير إلى التقبّض والخشونة ،
الجَعْدُ من الشَّعَرِ: خِلافُ السَّبْطِ، أو القَصيرُ منه. أجعد الشعر: شعره غير سبط ولا مُسَبّل أي مقرقف أطرافه ملتوية على بعضها، وكما يقول العوام (مكرنش) .
جَعُدَ، كَكَرُمَ،
جُعودةً وجَعَادَةً، وتَجَعَّدَ وجَعَّدَهُ، وهو جَعْدٌ، وهي بهاءٍ (جعدةٌ).
وترابٌ جَعْدٌ: نَدٍ ( رطب ).
وتَجَعَّدَ: تَقَبَّضَ.
وحَيْسٌ جَعْدٌ ومُجَعَّدٌ: غَليظٌ. كجَعْدِ اليَدَيْنِ.
وجَعْدُ القَفَا: لَئِيمُ الحَسَبِ.
وجَعْدُ الأصابعِ: قَصِيرُها.
وخَدٌّ جَعْدٌ: غيرُ أسيلٍ.
وبعِيرٌ جَعْدٌ: كثيرُ الوَبَرِ.
وجَعْدُ اللُّغامِ: مُتَرَاكِمُ الزَّبَدِ.
ورجُلٌ جَعْدٌ: كَريمٌ، وبخيلٌ، من الألفاظ المتضادة، وتدرج عند الأصوليين في باب المشترك.
وأبو جَعْدَةَ وأبو جَعَادَةَ: كُنْيَةُ الذئبِ. وليس له بنت تسمى بذلك؛ قال الكميت يصفه: ومُسْتَطْعِمٍ يُكْنى بغيرِ بناته، ***جَعَلْت له حظّاً من الزادِ أَوفرا
وقال عبيد بن الأَبرص:
وقالوا هي الخمر تُكْنى الطلا، ***كما الذئبُ يُكْنى أَبا جَعْدَه
أَي كنيته حسنة وعمله منكر.
وبنو جَعْدَةَ: حَيٌّ، منهم: النابِغَةُ الجَعْديُّ.
وقال ابنُ فارس في المقاييس : الجيم والعين والدال أصلٌ واحد، وهو تقبُّض في الشيء. يقال شعر جَعْدٌ، وهو خِلاف السَّبْط. قال الخليل: جَعُدَ يَجْعُد جُعُودةً، وجَعَّده صاحبُه تجعيداً.
وأنشد:
قد تيَّمَتْنِي طفلةٌ أُملودُ *** بفاحمٍ زَيّنَهُ التَّجعيدُ
والجعدة حشيشة تنبت على شاطئِ الأَنهار وتجَعَّدُ. واحتار ابن منظور في اللسان في وصفها وتحديد مكان نموّها فقال :
وقيل هي شجرة خضراء تنبت في شعاب الجبال بنجد، وقيل: في القيعان؛ قال أَبو حنيفة: الجعدة خضراء وغبراء تنبت في الجبال، لها رعْثَة مثل رعثة الديك طيبة الريح تنبت في الربيع وتيبس في الشتاء، وهي من البقول يحشى بها المرافق؛ قال الأَزهري: الجعدة بقلة برية لا تنبت على شطوط الأَنهار وليس لها رعثة؛ قال: وقال النضر بن شميل هي شجرة طيبة الريح خضراء، لها قضب في أَطرافها ثمر أَبيض تحشى بها الوسائد لطيب ريحها إِلى المرارة ما هي، وهي جَهيدة يَصْلُح عليها المال، واحدتها وجماعتها جَعْدة؛ وجاء في الموسوعة العربية عنها:
الجعدة Teucrium polium: هي نبات مسك الجن وحشيشة الريح ، ولها أسماء عديدة منها: مسيكة – جعدة – طرف – مسك الحن أرطالس (بربرية) – القصلم (اليمن ) الهلال (بصنعاء) حشيشة الريح (لبنان ). (معجم أسماء النبات ).
الجعدة نبات عشبي معمر يرتفع حوالي 35سم عن سطح الأرض، لونه مخضر يميل إلى الرصاصي أو الفضي، سيقانه بيضاء اللون واوراقه متطاولة مشرشرة الحواف مغطاة بشعر ناعم والاوراق متقابلة، الاوراق غزيرة في اسفل النبات وقليلة في قمته، الزهور كروية في نهايات الاغصان وهي بيضاء مع بعض الصفرة الخفيفة. يمتاز نبات الجعدة برائحته العطرية.
وفي الموسوعة العمانية(ج3 /926 ): نبتة عطرية معمرة دائمة الخضرة، لونها أخضر مبيض ويغطيها زغب أبيض وأةراقهابسيطة شريطية الى بيضية الشكل مقلوبة ذات حواف مسننة ................ الخ .
ونقول : الجعدة نبات أظنُّه من الفصيلة الزنبقية ، ينبت في الهضاب والجبال والسهول ، وتبيّن لي أن الجعدة جنس ينتمي اليه عدد من الأنواع المنتشرة في الشام والساحل العماني واليمن والباكستان وغيرها .
ويمتاز بلذعةٍ حريفة حادة تسبب الإختناق لآكله ما لم يطبخ ، ويشترك بهذه الخاصة مع نبات آخر من الفصيلة الزنبقية يُسمّى اللوف .
وتسمّى الجعدة في الإمارات بـ(اليعدة) بقلب الجيم ياءً كعادتهم .
وفي بلاد الشام ( وحوران خاصّة) تُجفف الجعدة على شكل قلائد وتحفظ لموسم الشتاء حيث يصنع منها نوع طيب من الحساء يُسمى (العبيطة أو شوربة الجعدة )
وهويحضّر من الجعدة المجففة مع اللبن وحبات العدس والحمّص وتُنَكَّه بالثوم وزيت الزيتون، وتجفيفها ثم طبخها يساعد في إزالة اللذعة الخانقة منها.
ويسمى الحورانيون بأهل العبيطة كونهم مشهورين بالعبيطة.
وقد رد جدي المرحوم الشيخ فرحان غازي الحريري على من يعيب على الحوارنة أكل العبيطة فقال في قصيدة مشهورة عند السكان المحليين:
هذي العبيطة من الطعام المفتخر***نعم الطعام من اللبن واعشابها
وتؤكل الجعدة بطبخات أخرى منها الجعدة المهلوسة ، والكعاكيل ، وحرّاق أصبعه ، وكشك طناج وغير ذلك من فنون الأكلات الشامية .
والعبيطة كونها طعام طريّ أو مختلط (اللبن والحبوب والجعدة) . أما الكعاكيل فجمع مفرده الكعكل، والكعكل من ال(ع ك ل) ويشير الى التجمع والدحرجة أو الدحابير باللغة العامية، وهي كرات من الطحين والبيض تقذف في حساء الجعدة.