لست متأكدة مما إذا كان اليوم هو أفضل توقيت لكتابة هذا، أو ربما هو أفضل يوم لأخبر قصتي؛ لأن اليوم كان مليئاً بالهراء.
فعلى الرغم من قيامي بأفضل ما يمكن القيام به، كان اليوم ممتلئاً بالدموع والغضب والخوف، التي يتسبب في جميعها مشكلاتي الصحية، لقد كان يوماً مجحفاً.
منذ عام تقريباً، أجريت عملية استئصال كامل للرحم لإنقاذي من الموت بسبب سرطان عنق الرحم، فقد تحملت أيضاً آلام الانتباذ البطاني الرحمي منذ أن كان عمري 18 عاماً تقريباً، كما خضعت خلال الأسبوع لجراحة من أجل علاج الزوائد اللحمية المعوية، لا يوجد في الحقيقة علاقة بين أحدهما، وليس أي منهما منطقياً، لكنها في الأساس منطقة حربية تلك الواقعة بين سُرتي وفخذي، فقد خضعت لـ16 عملية جراحية منذ أن كان عمري 18 عاماً.
ذهبت اليوم إلى طبيبي كي أتحدث عن علاج الهرمون الخاص بي، وهو أساساً لا يؤدي مفعوله معي، لنكن متفائلين ونضيف "بعد" إلى الجملة السابقة.
كما ازداد وزني بعدد كيلوغرامات يتجاوز ما يهمني حتى أفكر فيه، وهو ليس بالأمر الكبير في العالم العقلاني، أعني العالم العقلاني الخاص بي، إلا أن جميع ملابسي لم تعد مناسبة الآن، لقد كنت دائماً أحب الموضة والجمال وأهتم بمظهري، مثلنا جميعاً، وقد جربت ارتداء فستان ابتعته عبر شبكة الإنترنت، ولا يمكنني أن أكتب المقاس هنا، لكن السحّاب لم يكن ينغلق، والآن لا أعرف ما الذي أفعله؛ فبكيت.
ليس الأمر هكذا، فقد أدركت أن هرموناتنا هي ما تجعلنا إناثاً، إنها الجوهر، والمكون العميق الأساسي للمرأة.
في الليلة الماضية، أخبرت رفيقي منذ خمسة أعوام، وهو الذي أحبه حباً شديداً، أنني سأذهب إلى الطبيب لأتحدث معه مرة أخرى حول وزني، وتقلبي المزاجي، وحالات ارتفاع الحرارة الشديدة التي تنتابني.. وضعف الرغبة الجنسية، إنها المرة الأولى التي أقولها بصوت عالٍ.
كان اعترافاً بسيطاً، لكنه ذا تأثير كبير، إنه يحبني ولا يزال بجانبي، لكنه يسألني مؤخراً ويقول "أين ذهبنا؟"، وإن الأمر ليكسر قلبي، فهو لا يزال هو، وأعضاؤه التناسلية لا تُزال، إنه يحاول أن يفهم، لكني أحياناً لا أعتقد أنه سوف يفهم، أعلم أنه يريد استعادة هذه الفتاة التي قابلها منذ خمسة أعوام، ولكني لست هي بعد الآن.
المثير للضحك أن الجزء الداخلي من مؤخرتي حُزَّ خلال العملية الجراحية وهو مصاب الآن، فلم أستطِع أن أجلس بصورة طبيعية لأيام قليلة، حسناً، أشعر أنني صرت الفتاة التي تتمحور كل أمورها حول هذا السياق.
غير أن زيارة الطبيب كانت إيجابية، فقد أوقفنا بعض الأدوية واستبدلنا بالأقراص العلاجية لاصق البطن الذي أغيره مرتين أسبوعياً، والذي آمل أن يعيد لي بعضاً من جوهر المرأة لدي، وأن يجعلني أشعر بما كنت عليه، فأنا أبلغ من العمر 32 عاماً وليس 60 عاماً.
وحتى ينتابني الرعب، اضطر الطبيب لمهاتفة رقم لكتابة "روشتة خاصة"؛ لكي تصف لي مجموعة أدوية قوية اضطرت لأن تصفها لي، فقد استخدمت كلمة "شديد" و"اكتئاب"، ولكنها ببساطة شرحته عن طريق "الهرمون" القديم. عظيم، لقد صرت "فتاة أرقام الروشتات الخاصة".
لقد بكيت بسبب الفستان، بكيت لأنني اضطررت لكتابة هذا، صرخت في وجه صديقي أثناء مهاتفته وقلت له بأن ينتبه؛ لأنه ترك حاسوبه المحمول في المنزل عندما اصطحبته بالسيارة إلى العمل، واضطررت أن أعود إلى المنزل لأجلبه له مرة أخرى (كان موقفاً غبياً إلى حد ما). هاتفته، وصرخت في وجهه وأنهيت المكالمة، ثماني مرات حتى الآن.
عندما لا تسير الميزانية كما ينبغي، أو عندما أستقبل رسائل بريد إلكتروني سلبية، أو عندما أواجه الأشياء البسيطة التي لن يهتم بها معظمنا (وأيضاً لم يكن يهتم بها الشخص الذي كنت عليه قبل استئصال الرحم)، فإنني أبالغ في ردة فعلي، وأعاقب نفسي، ويجن جنوني أو ينتابني الحزن.
أشعر أحياناً أنني عديمة الفائدة وأسبب مشاكل للجميع، إنني لا أعرف أين ذَهَبَت "أنا"، حسناً، إنني أعرف في الحقيقة، "أنا" استُخرجت مني فوق طاولة العمليات منذ عام.
ليس هذا رثاءً شخصياً، سوف أتناول الدواء بطريقة صحيحة وسأكون على ما يرام، إنكم تقرأون لي في يوم سيئ بسبب الهرمون، وأنا أريد أن أكون صادقة وأكتب ما أشعر به حقاً حتى يتفهمه الناس، أريد أن أضع لافتة على جبهتي تقول: "إنني حساسة، وأحياناً إنسانة كريهة تكره ذاتها بسبب استئصال رحمها، تجاوزوا الأمر!"، لكني لا أستطيع أن أفعل ذلك، أريد أن يعرف الرجل الذي أحبه أنني سأعود، وأن ينتظر قليلاً حتى أنتهي من هذا الأمر، أريد أن أصرخ من ظلم الأمر برمته، وأحياناً أفعل.
الشخص المتعقل بداخلي يعرف أن هذا سوف يتحسن، لكن الشخص الآخر بداخلي، الذي استُئصل رحمه، يكرهني.
لذا، هيا يا لاصقة البطن الصغيرة، افعلي ما ينبغي عليكِ القيام به.