تحيي منظمة الصحة العالمية الخميس المقبل اليوم الدولي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 ديسمبر 2012 القرار 67/ 146، والذي دعت فيه الدول ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة إلى الاستمرار في الاحتفال بيوم 6 فبراير بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، واستغلال هذا اليوم في حملات لرفع الوعي بهذه الممارسة واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
ويشار إلى أنه تم الاعتراف بأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مهما كان نوعه، يمثل ممارسة ضارة وانتهاكا لحقوق البنات والنساء الأساسية، وتلتزم منظمة الصحة العالمية بالقضاء على تلك الممارسة في غضون جيل واحد، وهى تركز حاليا على القيام بأنشطة الدعوة والبحث وإصدار الإرشادات لفائدة المهنيين والنظم الصحية.
وقدرت منظمة العفو الدولية "أمنيستي إنتيرناشيونال" أن أكثر من 130 مليون امرأة في العالم تأثرن ببتر أجزاء من جهازهن التناسلي، وأيضا بدخول مليونى أنثى سنويا إلى الإجمالي، ويمارس ختان الأنثى بشكل رئيسي في دول أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، وتعتبر مصر ذات الكثافة السكانية المرتفعة من بين أعلى الدول تأثرا بهذه الظاهرة تليها السودان وإثيوبيا ومالي، وسنت مصر الآن قانونا يفضي بحظر بتر أجزاء في الجهاز التناسلي للأنثى أو ما يعرف بقانون "حظر ختان الإناث".
ويمارس الختان في أجزاء من الشرق الأوسط والسعودية والعراق واليمن وأيضا في أجزاء من سوريا وإيران وفي جنوب تركيا وعمان والإمارات، ويمكن حصر العادة في مجموعات عرقية قليلة في أمريكا الجنوبية والهند وإندونيسيا، وبسبب الهجرة بدأت هذه العادة في الانتشار بين المهاجرين في أوربا وإستراليا والولايات المتحدة.
وتشير تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف إلى تناقص عدد الفتيات اللاتي تخضعن للممارسة التي تهدد حياتهن والمتعلقة بتشويه بتر الأعضاء التناسلية للإناث، وفقا لبيانات جديدة أعلنتها الأمم المتحدة، وتظهر البيانات أن هذه الممارسة غدت أقل انتشارا بوجه عام، وأن الجيل الجديد من الفتيات أصبح أقل تعرضا لها، ففي 29 بلدا من بلدان أفريقيا والشرق الأوسط حيث تتركز هذه الممارسة في 36% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة لهذه الممارسة بالمقارنة مع نحو 53% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 45 و49 سنة.
وتنخفض هذه النسبة بصفة ملحوظة في بعض البلدان، ففي كينيا مثلا يقدر عدد النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 45 و49 واللائي تعرضن لهذه الممارسة ثلاثة أضعاف الفتيات بين سن 15 و19 سنة، في حين ما زالت معدلات الانتشار في سيراليون وجامبيا وبوركينا فاسو وموريتانيا تصل إلى 94% و79% و74% و72% على الترتيب، وفى المقابل نجد النسبة 6% من النساء اللاتي كن مختنات في غانا والنيجر وتوجو.
وسجلت دنى النسب المئوية من النساء المعتقدات بأن الممارسة يجب أن تستمر في البلدان ذات المعدلات المبلغ عنها الأدنى لتشويه الأعضاء التناسلية للنساء، ففي غانا بلغت 4% والنيجر 7%، فيما لم تطرأ تغييرات تذكر على معدلات الانتشار بعد استبعاد النساء اللاتي لم تسمعن عن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
وقال المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك: "إن هذا التقدم يبين أنه بالإمكان إنهاء ممارسة تشويه / بتر الأعضاء التناسلية للإناث، وفي مقدورنا بل من واجبنا إنهاء هذه الممارسة من أجل مساعدة ملايين الفتيات والنساء على التمتع بحياة أكثر صحة، موضحا أن تقديرات حديثة لليونيسيف تشير إلى أن 120 مليون امرأة وفتاة على الأقل خضعن لعملية البتر والتشويه في البلدان الــ29 التي تنتشر فيها هذه الممارسة".
وفي ضوء الاتجاهات الحالية، تظل 30 مليون فتاة تحت 15 سنة عرضة لهذا الخطر، وكثيرًا ما تضطلع بهذه الممارسة خاتنات تقليديات يؤدين في غالب الأحيان أدوارا أساسية في المجتمعات المحلية مثل توفير خدمات الممرضة للنساء، غير أنه يتم بشكل متزايد إجراء ما يزيد على 18% من مجموع عمليات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية من قبل مقدمي خدمات الرعاية الصحية.
وقد حقق البرنامج المشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف والمتعلق بتشويه / بتر الأعضاء التناسلية للإناث تقدما في حماية فتيات الأجيال المقبلة من هذه الممارسة.