الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

نهاية ختان الفتيات في إندونيسيا ليست قريبة

  • 1/2
  • 2/2

غورونتالو (إندونيسيا) - " وكالة أخبار المرأة "

 تضع الطفلة سالسا جعفر تاجا من الذهب ووشاحا وفستانا بلون أحمر قان إحياء لمناسبة خاصة هي الختان في منطقة إندونيسية معزولة. لكن الأمر بالنسبة إلى هذه الفتاة البالغة من العمر عاما ونصف العام أشبه بكابوس.
ففي منزل متواضع في مقاطعة غورونتالو وسط البلاد، تغطي معالجة تقليدية الطفلة بوشاح أبيض قبل الانكباب على عملية الختان حاملة سكينا صغيرا في يدها.
فجأة، تقطع المرأة الغشاء الذي يغطي بظر الطفلة إضافة إلى الشفرين الصغيرين ما يسبب آلاما مبرحة للفتاة التي تصرخ من الوجع. وتأخذ المعالجة في ما بعد الأجزاء الصغيرة المقطوعة وتزرعها في داخل قطعة ليمون مع سكينها. هذه الحركة تمثل ختام طقوس من شأنها بحسب ممارسيها تطهير الطفلة سالسا من الخطايا.
ويقول والد الطفلة أرجون جعفر وهو مزارع في الثالثة والعشرين من العمر “رؤيتها تبكي بهذا الشكل أمر صعب لكن التقاليد تفرض علينا ذلك” خلال طقوس تقام في إطار عائلي على وقع موسيقى محلية. وتقام عمليات ختان الإناث، وهو تعبير طبي للدلالة على الاستئصال الكلي أو الجزئي للأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية، منذ عقود في إندونيسيا أكبر البلدان المسلمة في العالم من ناحية التعداد السكاني.
وبالنسبة إلى الكثير من العائلات، هذه الطقوس ترتدي طابعا إلزاميا. غير أن الأساليب المتوارثة عبر الأجيال تلقى تنديدا قويا من معارضيها الذين يطالبون بمنعها.
وقد غيّرت الحكومة الإندونيسية مرارا رأيها إزاء أساليب ختان الإناث المطلوب اعتمادها أو عدمه، ما يثير التباسا. ففي فترة من الفترات، حاولت منع الختان الذي تندّد به الأمم المتحدة، غير أن المقاومة القوية من السلطات الدينية في هذا الأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا جعلت من المتعذّر القيام بمثل هذا المنع.
وتحاول السلطات الإندونيسية حاليا إقناع السكان بوقف هذه الممارسة التي تعتبر على المستوى الدولي انتهاكا للحقوق الأساسية للفتيات.
وتنتشر ممارسات ختان الإناث بدرجة كبيرة في مقاطعة غورونتالو المحافظة أكثر من أيّ منطقة إندونيسية أخرى، إذ تسجل فيها أعلى المعدلات. ففي غورونتالو، أكثر من 80 بالمئة من الفتيات دون سن الحادية عشرة تعرضن للختان في مقابل حوالى 50 بالمئة على المستوى الوطني في هذا البلد الذي يضم 255 مليون نسمة بحسب تحقيق حكومي.
وعلى الرغم من المعاناة التي تتسبب فيها هذه الممارسات والمعارضة المتنامية لها في البلاد، يعتبر سكان المقاطعة وهم بأكثريتهم فقراء، أن الختان أمر واجب عليهم.
وبالنسبة إلى المعالجة التقليدية خديجة ابراهيم التي ورثت هذه الممارسة عن والدتها المتوفاة قبل سنوات، فإن الفتيات اللواتي لا يخضعن لعمليات ختان قد يصبن بـ”مشكلات عقلية وإعاقات”. ويعتبر قادة محليون من ناحيتهم أن هذه الممارسة تجنّب الفتيات الانجراف وراء أهوائهن الجسدية بعد البلوغ. كما أن الكثيرين من السكان يعتقدون أن الختان فرض ديني على الفتيات.
ولا يقتصر ختان الإناث على المناطق المعزولة في الأرخبيل، حيث تسجل حالات منه في جاكرتا. لكن في العاصمة الإندونيسية، تقتصر الاجراءات على حركة رمزية اذ يقوم أحد الأشخاص بشك إبرة في بظر الفتاة ما يجنبها الآلام الناجمة عن عمليات الاستئصال.
واتخذ الجدل في شأن عمليات الختان بعدا كبيرا خلال السنوات الأخيرة في إندونيسيا. حتى أن البعض من الجمعيات المسلمة باتت تعارض هذه الممارسات بينها “محمدية”، ثاني كبرى هذه الجمعيات في البلاد والتي تدعو أنصارها إلى عدم اللجوء لمثل هذه الممارسات. هذا الرأي تشاطره خريره علي العضو في اللجنة الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء، حيث تقول لوكالة فرانس برس “أعتقد أن ديانتي تخلو من أي آية تسمح بختان الإناث، لا ذكر لهذا الأمر في القرآن”.
غير أن كبرى المنظمات المسلمة في البلاد، “نهضة الأمة”، ومجلس العلماء الإندونيسي وهو أعلى مرجعية دينية في البلاد، لا يزالان مؤيدين للختان، ما يعني أن نهاية الختان في إندونيسيا ليست قريبة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى