الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

فاقة الفقر أيها الأغنياء!!

  • 1/2
  • 2/2

الكاتب الصحفي: محمد شباط أبو الطيب - سوريا - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

دعوني أتحدث إليكم اليوم عن فاقة الفقراء  أيها الأغنياء وما يتبعها من الحرمان والألم . قال لي أحد الفقراء  ذات مرة :جلست مجلساً مع صديق آلم قلبي وقض مضجعي وطرد النوم من عيني ، ذاك أنه حدثني ببساطة وبادر يسألني طارحا بعض الأسئلة التي لم أجد لها  جوابا ،سأل أين سيتنزه مع أسرته  وهو لا يملك ما ينفقه عليهم في تلك النزهة ؟وماذا سيشتريه لأبنائه وكم سينفق في الترويح عنهم ؟. كظمت الأمر كي لا ينتبه أنه بهذا يطعنني عدة طعنات. طعنة رغبتي الشديدة في ترفيه أبنائي وزوجي تماماً كما يريدون هم  أن يفعل لهم. هي في الحقيقة طعنة في القلب عند رؤية أبنائي يطلبون مني أن أذهب بهم إلى المنتزهات وأنا أوعدهم وأمنيهم وأعلم في قرار نفسي أني لن أفي لهم بما وعدت ولن أحقق أمنياتهم لفقري وقلة حيلتي مثل الكثيرين مثلي .
إنها الفاقة  التي استعاذ منها رسولنا صلى الله عليه وسلم. فاقة مؤلمة قاسية متعبة. لذلك شرع الإسلام الصدقة لعلاجها وتحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع . فانتهت تلكم المعضلة تماماً من مجتمعات المسلمين الأولى وتركناها اليوم فصارت الطبقية المقيتة التي تضع الفروق بين أفراد المجتمع .
أحباب الفقراء أصحاب الكرامة يتألمون  بصمت أتعلمون لماذا؟ ؟؟؟؟؟؟
لأنهم لا يتنبهون له في هذا الزمان الظالم أهله إلا من رحم ربي.
أحبتي :صعد يوماً خطيب المنبر يرتدي حلة فاخرة ورائحة عطره يعبق بها المسجد. فكان عنوان الخطبة "الصبر" وآثره بحياتنا كمسلمين .
فوقف فقير  (عامل تنظيف )وقال :يا سيدي نحن نعرف الصبر جيدا وإن أردت نعطيك دروسا عملية فيه. لأنا نخرج كل صباح وفي شدة الحر أو شدة القيظ للعمل لنحصل في نهاية الشهر على أجر لا يساوي ثمن زجاجة عطرك. سيدي إن أردت فحدثنا عن العدالة الاجتماعية. عن حقوقنا. عن أمراض مجتمعاتنا في هذا الزمان وإلا فلا حاجة لنا بك. ...؟
في الحقيقة كلماته كانت في الصميم.وكأنه يضع يده على جرح ينزف بغزارة.
أحبابي إن الغنى الفاحش والفقر المدقع  لا ينبغي أن يكون تركيبة مجتمعاتنا المسلمة  نعم من الطبيعي تفاوت الدخل والعيش بدرجات اجتماعية مختلفة  لكن المجتمعات الناضجة لا وجود للفروق الشاسعة بينها أو على الأقل ليست هي السمة الغالبة على أفرادها.نطمح لتحقيق العدالة الاجتماعية بكل شيء كي نحيا جميعا بسلام .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى