كلنا نعرف أن الغلام ميسرة اخبر السيدة خديجة عن أخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام، فعرضت عليه الزواج منها، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم وتزوجها، وكان لها من العمر حينها 40 سنة وللرسول عليه الصلاة والسلام 25 سنة، وعلى الرغم من هذا الفارق العمري إلا أن السيدة خديجة استطاعت أن تكون أحب زوجاته وأقربهن إليه حتى انه لم يتزوج عليها غيرها حتى توفاها الله..
وهذا ما قد يقبله البعض في وقتنا الحاضر في حين يراه الآخرون شيئاً غريباً وغير مألوف وقد ترفضه شريحة أخرى رفضاً قاطعاً ولها أسبابها.. فكيف تقبل المرأة الزواج برجل يصغرها سناً أو العكس ( من وجهة نظرهم) .. وحتى وإن قَبِلت هي وقَبِل هو.. فهل سيقبل الأهل؟ كما و هل سيتركهم المجتمع بدون أن تلوكهم ألسنة من فيه. !!!
قضية الزواج من امراة اكبر سنا بدات تطرح اليوم، وقضية تستحق فعلاً وقفة للنقاش لذا كان لنا هذه الاستطلاع نستشف من خلاله الآراء لهذه النوعية من الزيجات ،،، لكون المجتمع يرفض زواج المرأة برجل اصغر منها في السن، باعتبار ان الرجل يفضل في جميع الاحوال المرأة الصغيرة في السن، حتى لا تكون هناك فوارق عديدة في الافكار والميول. فالبعض يرفض هذا النوع من الزواج لاسباب عديدة منها نظرة المجتمع التي لا ترحم، وهرم المرأة قبل الرجل اهم الاسباب لرفض هذا الزواج، بالاضافة الى رغبة النساء في بقائهن صغيرات مدلالات في عيون ازواجهن،، الرجل بطبيعته وان لم تكن زوجته اكبر منه سنه يعايرها بسنها ويقول لها «اصبحتي كبيرة»، فكيف هو الحال اذا كانت هي اكبر منه سنا، وان كان بقصد المزاح. المرأة تهرم قبل الرجل وتذكر سبب آخر لعدم تأييدها، وهو عندما تبلغ المرأة سن اليأس يكون الزوج الذي يصغرها سنا ما زال في شبابه كما ان المرأة التي تتزوج برجل اصغر منها في السن، سيؤدي الى تحملها لكثير من المسسؤوليات، وهي من ستمسك بزمام الامور، وستكون القيادة بيدها، خصوصا اذا كانت اكبر منه بسنوات عديدة-
يؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور جمال منصور، أن فارق العمر في مهمّة البحث عن النصف الآخر، لن يشكل عائقاً في حال كان الحب عظيماً، لأن السعادة الزوجية لن تقاس وفق معيار العمر، ويضيف\إن العالم الشرقي محكوم بمعايير محددة، لاختيار شريك الحياة ومن الصعب التمرّد عليها وقهرها، وإن فعل الرجل فسيكون ضحية لتمرده، وفقاً لنظرة المجتمع السلبية في الزواج من امرأة تكبر زوجها بالسن، وتلك النظرة ستؤثر سلباً على نفسية الشريكين، لتخلق بينهما الخلافات والمشاكل وحتى الأوهام إلى أن يؤول الزواج إلى الانفصال، ويرى منصور أن اختيار زوجة أكبر سنا من عمر الزوج والعكس صحيح، يستند في الغالب إلى موروث ثقافي واجتماعي كالعادات والتقاليد والنزعة الذكورية والمفاهيم الخاطئة، وقد تكون كل هذه الأسباب التي نفترضها قابلة للتغيير، والدليل على ذلك تأثير الوضع الاقتصادي على هذا الخيار، إذ أصبح مقدما على كل الفرضيات، لذلك أصبحنا نشاهد هذا النوع من الزيجات التي يرحب بها الطرفان، وفق الحاجة-- ويضيف أن المرأة كبيرة السن تتسم بأنها وصلت إلى مرحلة ناضجة جعلتها تتمتع بثقة كبيرة في النفس، وتعرف من هي جيدا، وليست بحاجة إلى أحد ليعطيها رأيه عن مظهرها، وهذا الجانب يرحب به الرجل كثيرا فهو مع المرأة الكبيرة ذات الثقة العالية بالنفس،ويتابع- يعتقد أن الكثير من الرجال يعانون من صغر عقل زوجاتهم الصغيرات في السن، وهذه المشكلة تسبب فشل كثير من العلاقات الزوجية،" لكن عند الزواج من امرأة أكبر منك عمرا، تأكد أن عقلها وصل إلى مرحلة من النضوج الفكري الذي يجعلها قادرة على الحكم على الأمور بعقلانية وحكمة، فلا يضطر الزوج إلى تقمص شخصية الأب ليقنع زوجته ويعقلها في كثير من الموضوعات الحياتية-هذه الصفة تجعل الرجل يتعلق بها بشكل كبير، فمع الإستقلالية يأتي النضوج الذي باتت عامل جذب وذلك لندرته عند الفتيات العازبات. فالمرأة الأكبر سناً تملك الوعي الكافي الذي يمكنها من التعامل معه بأسلوب يبتعد عن الطيش والتعلق المبالغ به ما يعني أن العلاقة أسهل.- الاكبر سناً ستقدره أكثر من تلك التي تصغره سناً. فهي تدرك تماماً فارق السن ، وبحكم نضجها ووعيها فهي ستجعله يشعر بأنها تقدر تماماً كل ما يقوم به من أجلها
المرأة التي تبدأ علامات التقدم بالسن تظهر عليها بشكل جلي تدخل في صراع كبير مع النفس و المجتمع و الزوج. ستبدأ في مرحلة ما تشعر بالخوف من فقدانه لإمرأة أجمل و أكثر شباباً وحينها ستبدأ بالشعور بالغيرة وبفقدان الصفات التي جعلته ينجذب اليها ولعل اهمها النضوج الفكري. المعضلة الكبرى التي تواجه الرجل في العلاقة هي فرض «رجولته»، فالنساء بشكل عام أكثر نضوجاً من الرجل وحين تكبره سناً فإنها ستعتبر انها الادرى والاكثر خبرة ما يخلق حالة من الصراع الدائم حول هوية الرجل في المنزل،،مشاكل إضافية تبدأ بالظهور مع تقدم المرأة بالسن والتي قد تصل احيانا الى سن اليأس في وقت ما زال الرجل في ريعان شبابه ما يخلق شرخاً عاطفياً وجنسياً كبيراً،
المجتمع من جهته لا يرحم هكذا زيجات رغم أن سهام الانتقادات غالباً ما تطال المرأة وليس الرجل، لكن في حال كان فارق العمر كبيراً فإن للرجل نصيبه من الإنتقادات أيضاً. بالنسبة للمجتمع هكذا زيجات مرفوضة لأنها قائمة على خلل ما يكمن إما فيها أو فيه.
الرجل غالباً ما يتم إعتباره ضحية لإمرأة غررت به وأوقعته في شباكها وبالتالي دمرت مستقبله وسعادته رغم أنه قد يكون سعيداً جداً في حياته الزوجية.
المحيط لطالما لعب دوره في إفشال هذه الزيجات وبالنسبة اليهم فهم قاموا بإنقاذه منها.. مع أنه لم يكن يبحث عمن ينقذه بل كل ما أراده هو أن يتركه الجميع وشأنه للإستمتاع بحياة إختارها طوعاً.