ما من عاطفة أخرى يمكنها أن تأخذنا من مرتفعات النشوة إلى أعماق اليأس خلال 24 ساعة.
لطالما فُتنت بمفهوم الحب الرومانسي وبفكرة استمراره والحفاظ عليه بين شخصين خلال تطورهما.
لماذا يمكن للبعض قضاء عقود من الزمن معاً والشعور بالسعادة، بينما يفشل آخرون في ذلك؟ هل هو حب حقيقي أم عزيمة صلبة للإبقاء عليه؟
أذكر اللحظة التي قابلت فيها زوجي، والمعرفة اللحظية بأنه سيكون شخصاً مميزاً في حياتي، وقد كان كذلك، لوقت طويل، في تلك اللحظة أخذ بلُبي، واستمر في فعل ذلك لأعوام مديدة.
حين انتهى زواجي بعد 14 عاماً شعرت بالفشل، قضيت ليالي طويلة في محاولة البحث عما سار بشكل خاطئ، مَن المخطئ؟ وما الذي كان يمكن فعله؟
شعرت بأنني غير قادرة على بلوغ مستوى التوقعات الاجتماعية التي تؤكد أننا سنكبر مع الشخص الذي نعد بالارتباط به مدى الحياة في إحدى اللحظات.
لماذا ينجح العديد من الناس في قطع هذه المسافة، بينما لم أتمكن أنا من ذلك؟ كان هناك إحساس عميق بالخزي والإحراج والفشل، ما زاد من تعقيد المشاعر الأخرى التي كنت أتعامل معها.
كان لدي طفلان يعشقان والدهما، وهو لم يخطئ، المرأة التي كنتها حين تزوجته لم تكن المرأة التي أصبحت عليها، وما لم أتخذ قراراً بالرحيل، فستصبح حياتي كذبة.
شاركتني العديد من النساء حكاياتهن حول المعاناة الضخمة التي مررن بها عقب انهيار زواجهن، بالإضافة إلى بعض صديقاتي المتزوجات اللائي يعبرن عن خوفهن من انهيار حياتهن إذا فشل زواجهن يوماً ما.
ومثل العديد من الأشياء القابلة للكسر، يمكن إصلاحها أيضاً، ربما لن تصبح كسابق عهدها، وقطعاً ستكون هناك بعض العيوب مقارنة بالقالب الأصلي، إلا أن هذا هو ما يُشكل شخصياتنا.
لا أرغب في أن أكون المرأة التي كنتها حين تزوجت في الثلاثين، لا أود أن أكون مثالية، أرغب في ارتكاب الأخطاء، والمخاطرة والفشل؛ لأن هذا هو ما يبني شخصياتنا الحقيقية.
في كتابها "طعام، صلاة، حب"، تكتب إليزابيث غيلبرت: "رفيق الروح الحقيقي هو الشخص الأهم الذي قد تقابله على الأرجح؛ لأنه سيحطم جدرانك ويوقظك بعنف، لكن أن تحيا معه للأبد؟ لا، سيكون أمراً مؤلماً. رفاق الروح يدخلون إلى حياتك للكشف لك عن جزء جديد منك، قبل أن يرحلوا".
إن كانت الحياة رحلة من اكتشاف الذات، فمن المؤكد أن ارتباط شخصين -بغض النظر عن الوقت الذي يقضيانه معاً- هو حدث يستحق الاحتفال.
يدفعنا الحب الرومانسي -على العكس من الحب الذي نحمله لأطفالنا وعائلتنا وأصدقائنا- إلى الشعور بالضعف، ومن ثم معرفة ذواتنا الحقيقية.
علمت أنني تركت زواجي شخصاً أفضل مما كنت عليه حين بدأته، ولذا لم يحمل قلبي أي ضغينة. الذكريات ليست مياه راكدة، بل تتحول وتتغير حسبما نختار، وأنا أختار تذكر الأوقات السعيدة التي قضيناها معاً، والاحتفاظ بها في قلبي.
ربما كان تعبير غوينث بالترو وكريس مارتن عن "الانفصال الواعي" هو إحدى أفضل طرق التعبير عن نهاية الارتباط، كما أعلنت بالترو على مدونتها "نحن عائلة وسنبقى كذلك، وبشكل ما نحن أقرب مما كنا عليه في أي وقت"، وهو الشعور الذي أشاركها فيه تماماً.