أعتذر منكم ولكم أولاً على كتابة العنوان بالعاميّة؛ إذ لم أجد بالفصحى ما يقابل هذه المهزلة!
فمنذ زواجي وأنا أستقبل هذا السؤال، الطبيعي جدّاً -هكذا تقول السيدات- لا أدري بأي حق؛ إذ إنه خاصٌّ جدّاً!
تعرّضتُ في البداية لدورة تدريبية إجباريّة مكثفة في فهم المصطلحات التي تدور حول الحمل؛ إذ كانت كلها دخيلة على عالمي!
الأسلوب البريء: "مخبية شي؟"، "في شي نحوكِ؟"، "شو في مافي".
أسلوب النبش: "شو ما فيكِ إلا ترشّي ملح وتعصري ليمون؟".
أسلوب التثعلب: "تفرجي تفرجي على صورة هالولد ما أحلاه، بتفيدك الشوفة".
وهكذا دواليك.. وهكذا نحوك وعليك تدور الدوائر..
هل يا تُرى على الواحدة منا أن تستخير؟ أو تستأذن وتستشير إذا ما أقدمت على فِعلة كهذه، الحمل!
طبعاً لا!
فلماذا يا تُرى تلتمّ بعض السيدات على كل حديثة زواج أو كل متزوجة لسنين دون أن تنجب؟!
إن كان اطمئناناً، فهو مقيت، وإن كان فضولاً، فهو جِدُّ سليط؛ إن كان شفقة، فهذا جارح
وإن كان سخريةً فهو للقلب قارح.
عتبي وعجبي في ذلك، أن السيدات هنّ أكثر من يعرفن آلام السيدات، أو هكذا يُفترض، أن تحمل المرأة هموم المرأة وأن تعرف وتُقدّر ما قد يوجعها!
فلماذا يسألن؟
ألا يدرين أن من بين اللاتي لم ينجبن واحدةً تشتهي الطفل ولا تجد لذلك سبيلاً؟!
ألا يعلمن أن هناك من تعاني إجهاضاً متكرراً دون أن يدري أحد؟!
ألا يعلمن أن هناك مَن، لسبب خاص، لا تريد الإنجاب وفقاً لروزنامات السيدات الحشريات، بس تبعاً لما تقتضيه مصلحة حياتها؟!
ألا يعلمن أن التي تريد أن تخبر الآخرين بحملها ستخبرهم من تلقاء نفسها دون انتظار سؤالٍ من أحد، أو أنها ستُخبر من كانت مقرّبة، فإن لم تخبركِ فلستِ مقرّبة ولا يحق لك السؤال أصلاً!
في هذا، كنت قد قرأت مقالاً باللغة الإنكليزية عن بعض الردود المناسبة لهذا السؤال، ولأفيدكنّ -عزيزاتي المتألمات- أذكر لكنّ بعض الإجابات التي قد تناسبكنّ عن هذا السؤال، مثلاً:
- مبارك، أنت حامل؟! (تظاهري بأنك سمعتِ العكس، أن السائلة تخبرك بحملها)
- لا، أنا سمينةٌ فقط (حتى وإن كنتِ فراشة)
- هل أبدو لكِ كحامل؟
- "لقد وُلدت من دون رحم"، واذرفي بعض الدموع
- عندي سرطان، وهذا الذي ترين هو الورم
- نعم؟ ها؟ ماذا؟ آسفة؟ ماذا؟ ماذا؟...... (تظاهري بأنك لم تسمعي)
- لماذا كلّ هذه التجاعيد في وجهك؟ أنا آسفة إذا كنت وقحة، ولكن أعتقد أنه من غير اللائق أن يطرح بعضنا على بعض أسئلة بناءً على شكل أجسادنا!
وبالتأكيد، في جعبتكِ أختي القارئة المزيد..
بعد هذا، أتمنى لكِ أن تصبحي أستاذة الأساتذة في جدعِ أنف المتطفلين، أو، أتمنى لكِ قطع علاقاتٍ جيّد ورائع مع من تمنّيتِ ذلك كثيراً في حقهم.