عندما نزرع بذور الخير في قلوب أطفالنا ونحاول أن ننمي قيم التسامح والمساواة والعدالة في جميع أرجاء ومفاصل مجتمعاتنا، فإننا نقوم بفعل بديهي ومسلّم به.
وفي ظني أن كل أسرة لو قدر لها وعملت على هذه القيم ورسختها لانتشر في أقل من عقد من الزمان جو من الألفة والمحبة قلّ مثيله، لكن الذي يحدث أن هناك عوامل أخرى تؤثر في مسار تربية الأطفال، بل وتدخل حتى في تفاصيل حياتهم، فتقودهم إلى ما يعد بداية لانحراف عن الطريق القويم ويسبب خلل في التربية الطفل.
فإذا افترضنا أن الأسرة مستقرة وفي انسجام بين الأب والأم، وتفاهم واتفاق على تربية أطفالهما، فإنهم قد يعانون من مؤسسات أخرى لا تقل أهمية، ولها أثر في تكوين شخصية هذا الطفل، مثل المدرسة، إذ يبدأ فيها الطفل في النظر إلى مجتمعه ومن خلالها يبدأ في تكوين علاقات من الزملاء والأصدقاء، وفيها يتعلم القيم والحدود والتجاوزات.
لكن ما الحال إذا كانت هذه البيئة سيئة يكثر فيها المراهقون الذين لهم تأثير في عقل وسلامة تفكير هذا الفتى؟ كان في وسط أسرته يضرب به المثل من نواح عدة مثل التعليم والأخلاق والطاعة والابتعاد عن المشاكل والسلوكيات السيئة .. لكن الحال تغير الآن.
من هنا نفهم لماذا كان معظم علماء ودارسي العلوم الاجتماعية يتحدثون ويحثون على تعاون وتقوية جميع مؤسسات المجتمع من الأسرة إلى المدرسة .. لكن يبقى دورك باعتبارك أباً وبصفتك أُمّاً له الأهمية القصوى في مسيرة طفلك، فلنحسن القيام بهذا الواجب العظيم.