الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الحياء عند الفتيات الدنماركيات

  • 1/2
  • 2/2

أحمد حسين زيدان - الدانمارك - " وكالة أخبار المرأة "

"إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".
من المشاهدات المتكررة بكثرة في الدنمارك التي لا أجد لها تفسيراً عقلياً، فضلاً عن منطقي هو:
أغلب المقبلين على الإسلام في الدنمارك هم من الفتيات والنساء، هناك شباب ورجال أيضاً يدخلون في دين الله، ولكن النسبة ترجح بدرجة ملحوظة في جانب النساء.
لا يكاد يمر الأسبوع أو الأسبوعان إلا وأسمع أو أقرأ عن فتاة دنماركية اعتنقت الإسلام، والأعمار تتراوح بين 14 و40 تقريباً، والأعجب من هذا هو أسباب دخولهم الإسلام.
والأعجب من هذا وذاك هو ذلك التغيير الجذري المفاجئ في طبيعة سلوك الفتاة.
أُعطيك مثالاً بسيطاً لهذا التغير الجذري:
خُلق (الحياء)
الحياء عند الفتيات الدنماركيات تكاد لا تجد له وجود (إلا مَن رحم ربي)، قتلوا الحياء فيها منذ طفولتها، نعم قتلوا.. هذا هو أنسب تعبير يمكن أن أجده، أخبروها أن حياءها نقطة ضعف ولا بد أن تتخلص منه، ساعدوها على هذا ببعض العادات والمفاهيم وأحيانا القوانين.
على سبيل المثال لا حصر:
- استخدام الحمامات العامة في أغلب الأماكن في الدنمارك هو لكلا الجنسين.. يعني مفيش حمام للرجال وآخر للسيدات.
- في المدارس والأندية يغتسل (يستحم) الولد والفتاة في نفس الحمام في نفس الوقت.
- بل والأحط من هذا كله أنه حديثاً (منذ حوالي ستة أشهر) اقترحوا مشروعاً في الجيش للحد من الحاجز النفسي في التعامل بين الشباب والشابات المنضمين حديثاً للخدمة في الجيش، وهو أن يتشارك الشاب والشابة نفس الغرفة، بل ونفس الحمام (حتى وقت الاغتسال)، هذا المشروع في طور التجربة الآن بالفعل!
هذه أمثلة لأشياء لا حصر لها لقتل الحياء عند الفتيات.
الغريب بقى أن هذا الخُلق المقتول منذ سنوات يحييه الله في الفتاة لحظة نطق الشهادة، إنه من أغرب آيات الله التي عاينتها في عباده، إحياء هذا الخُلق المقتول منذ سنوات لا يقل عن معجزة إحياء الموتى.
المعروف أن أغلب الأخلاق مكتسبة، وأنها تحتاج إلى وقت حتى ترسخ وتصبح جزءاً من شخصية الفرد، لكن هنا، كما لو أن الخُلق له روح ويعود للحياة مرة أخرى بأمر من البارئ.. "كن فيكون"، سبحان الله!
قدّر الله لي أن أقابل مجموعة من الفتيات الدنماركيات اللاتي أسلمن منذ فترة ليس بالبعيدة، فلاحظت أن إحداهن وكان قد مر على إسلامها بضعة شهور لا تكاد ترفع بصرها في الحضور، وهي تتحدث حتى يعلو وجهها اللون الأحمر من الخجل، هذا الأمر لاحظته فيهن جميعاً.
من شدة فضولي سألت إحداهن:
هل من عادتك أنك تخجلين عند مخاطبة الناس؟
فأجابتني: هذا ليس طبعي بالمرة، وأحياناً كثيرة أشعر أنني أبدو حمقاء من هذا الخجل، ولكن منذ أن نطقت بالشهادة منذ عدة شهور، وينتابني هذا الخجل كلما تحدثت مع أناس لا أعرفهم!
سبحان الله! كما لو كان حصل لها Restart، فعلاً يعود المرء كيوم ولدته أمه حرفياً، وربما يكون هذا من الشواهد الحياتية التي تصب في نفس معنى هذا الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَأْكُلُ أَكْلاً كَثِيراً فَأَسْلَمَ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلاً قَلِيلاً، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" صحيح البخاري (5397).. والله أعلم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى