أكدت دراسة حديثة أن “الهبات الساخنة” تعتبر أكثر من مجرد تأثير جانبي مزعج للنساء اللواتي يصلن إلى سن اليأس، حيث أثبتت أنها قد تسبب إصابتهن بالاكتئاب.
وأكد باحثون أستراليون أن الهبات الساخنة لا ينحصر تأثيرها في اضطرابات النوم فقط ولكنها تؤدي إلى الاكتئاب، حيث كشفت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث هن الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بـ3 أضعاف غيرهن.
وأفادت نتائج الدراسة الطويلة، التي استندت إلى أبحاث عديدة أنجزت في العديد من دول العالم على مدى سنوات، بأن التغيرات الهرمونية التي تعيشها المرأة في مرحلة سن اليأس تؤدي إلى أعراض الاكتئاب.
وأوضح الباحثون أن انقطاع الطمث قد يكون السبب الذي يؤدي إلى إصابة النساء بالاكتئاب بعد سن الـ40، على الرغم من عدم الاعتراف به من قبل هيئات وسطية كآثار جانبية رسمية تواجهها المرأة قبل دخولها مرحلة اليأس.
واستجوب الخبراء 2020 مشاركة من النساء حول أعراضهن لاختبار آثار انقطاع الطمث على مزاج المرأة، ووجدوا أن 13 بالمئة تقريبا يعانين من ومضات ساخنة شديدة، وفقا للنتائج التي نشرت في مجلة صحة المرأة.
وقال الباحثون من جامعة موناشن، إنه كان هناك ارتباط كبير لأعراض الاكتئاب مع بدء انقطاع الطمث.
وقال مختصون “الارتباط بين الاكتئاب والومضات الساخنة هو أمر مثير للجدل ويضمن المزيد من البحث، من وجهة نظرنا هذه الومضات ليست مرتبطة في الواقع بطريقة مباشرة بل هي على حد سواء أعراض جانبية لانقطاع الطمث وبدء سن اليأس”.
وأضافوا أنه عندما تنتهي فترات النساء ويدركن أنهن لم يعدن قادرات على الحمل، فإن ذلك يمكن أن يكون له تأثير كبير على نفسيتهن، حيث أنها بداية فصل جديد في حياة المرأة وتمثل علامة فارقة في عملية الشيخوخة.
ويمكن أن تؤدي الهبات الساخنة إلى اضطراب في النوم واستنزاف للطاقة، حيث أن الواحدة يمكن أن تستمر من بضع ثوان إلى ساعة كاملة، فهي تؤثر على ثلاث نساء من كل أربع يعشن فترة سن اليأس، مع بعض المعاناة تصل إلى 20 ومضة يوميا”، ويعتقد العلماء أنها ناجمة عن التغيرات الهرمونية التي تؤثر على قدرة الجسم على التحكم في درجة حرارته.
ومن جهة أخرى تعتقد هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أن انقطاع الطمث قد يؤدي إلى تغيير في المزاج والشعور بالقلق، إلا أنها لا تؤكد أن هذه الأعراض قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
وأوضح المختصون أن الهبّات الساخنة هي إحساس بحرارة في الوجه والجسم وقد تؤدي إلى التعرّق، وتحدّث هذه الهبات نتيجة تمدّد الأوعية الدموية قرب سطح الجلد.
وتعاني بعض النساء من زيادة معدل ضربات القلب أو قشعريرة، ويمكن أن تحدث هذه الهبات في الليل، وتسمى بالتعرّق الليلي مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم والتي يصاحبها شعور بالأرق والإرهاق.