في بلدي هذه الأيام موسم الحصاد وفي الحقيقة إن بلادي هذه الأيام رائعة الجمال وارفة الظلال فيها ما لا يقاوم من قطع الجمال ذاك أن أوراق التوت والعنب والرمان في بداية خضرتها بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الأزاهير الرائعة والتي تمثل ياسمينة الشام رمزها وتاج عروسها. نعم أحبابي بلادي هذه الأيام مصيفا رائعا رغم آهات سببها عهر وفجور ظلام الأرض.
في أحد صباحات بلدي الربيعية كانت شفاء ذات العشرين ربيعا تلاعب مياه الوادي معها صديقتها نجاة فإذا بأحمد يمر بجوارها طالبا منها شربة ماء .
في الحقيقة كانت تلك شربة الماء التي أشعلت قلب شفاء وقلبه حبا وشغفا كليهما بالآخر وصدق فيهما قول الشاعر:
والحب أول ما يكون بحاجة
تأتي به وتسوقه الأقدار
حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى
جائت أمور لا تطاق كبار
نعم جائت أمور كان من شأنها أن أرقت شفاء وأحمد إنه الحب الوليد الذي لم يسبق لهما أن ذاقا طعمه أو تجرعا لعاعته لدرجة أن أحدهما لم يعرف كيف يعبر أو ماذا يقول للآخر معبرا عما تفيض به مشاعره من هوى وما بداخله من جوى يحرق فؤاده.
نشأ الحب دون سابقة إنذار لكن بعد أيام قليلة عرفت شفاء أن أحمد قد قضى شهيداً فلا مجال لرؤياه بعدفي هذه الدنيا أبدا. ربما رحل إلى مكان أكثر جمالا من بلادي هناك في العالم الآخر فيا رب ألحقني به. ...هكذا باتت شفاء تقول في كل صبح ومساء.