الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

قوى الإنسان الذاتية قادرة على شفائه من الأمراض

  • 1/2
  • 2/2

" وكالة أخبار المرأة "

لدى أي شخص قوى شفاء ذاتية، إنه شفاء طبيعي؛ إذ أن “طبيبك الداخلي” يعتني بك ويعمل طيلة أيام الأسبوع. إذا أصيب إصبعك بقطع وبدأ ينزف، سيتوقف النزيف وسينغلق الجرح وفي النهاية سيشفى من تلقاء نفسه. كما أن قوى الشفاء الذاتية تخلصك من نزلات البرد المزعجة، بل قد تساعد على التئام العظام المكسورة.
وأشار الطبيب راينر شتانغه -وهو اختصاصي الطب الباطني وكبير الأطباء في قسم المداواة الطبيعية في مستشفى إمانويل ببرلين- “تشفى أغلبية الأمراض تلقائيًّا”. ويذهب الطبيب الألماني غيرالد هيوتر، المختص بالبيولوجيا العصبية، إلى أبعد من ذلك، ويقول “كل شفاء هو شفاء ذاتي. لا يمكن لشخص أن يجعل شخصا آخر في صحة جيدة”. وهذا لا يعني أنه لا يتعين عليك زيارة الطبيب إذا كنت تعاني من مشكلة صحيّة.
وقال هيوتر “يكمن فن الطب في تسهيل عملية الشفاء الذاتي على المريض”، مضيفا أن قوى الشفاء الذاتي تتحفز بتشجيع الطبيب واعتقاد المريض أنه سيتحسن. لا تلعب توقعاتك دورا في الشفاء فحسب بل هي أيضا عامل من عوامل حدوث المرض أو عدم حدوثه في المقام الأول. وقال شتانغه “للأفكار والمشاعر تأثير كبير على صحة الشخص”.
وأضاف هيوتر “الرجال والنساء الذين يتعرضون للضغط المهني أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد مقارنة بغيرهم من الموظفين الذين لا يتعرضون للضغط”. جرى إثبات هذا بدراسات المناعة العصبية النفسية وهي قسم من الطب يتعامل مع آثار العقل على الصحة ومقاومة الأمراض.
وأكد شلدون كوهين -وهو أستاذ الطب النفسي في جامعة كارنيجي ميلون بمدينة بيتسبرغ في بنسلفانيا- أن الأشخاص الذين لديهم الكثير من الأصدقاء ويتعرضون للقليل من الضغوط أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد.
كيف يعالج الجسم نفسه بنفسه عندما يعتل بشكل أو بآخر؟ يسيطر العقل على الكائن البشري المعقد، فهو مثل مركز القيادة يقوم بتنظيم النظام القلبي الوعائي والتوازن الهرموني وكذلك الأجهزة العصبية والمناعية.
و قال هيوتر “حالما يستقبل العقل إشارة إلى أن شيئا ما خطأ في مكان ما، يقوم بتفعيل قوى الشفاء الذاتي للجسم”؛ فعلى سبيل المثال يصلح الجسم باستمرار الخلايا ويجددها دون أن ندرك ذلك. غير أن قوى الشفاء الذاتي محدودة. وهنا يقول شتانغه “عندما يصبح الجسم غير قادر على إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو هرمونات الغدة الدرقية جراء المرض، مثلا، يكون ‘الطبيب الداخلي’ قليل المنفعة “. كما أن أمراضا مثل السرطان لا تشفى من تلقاء نفسها أيضا.
وقال هيوتر “غير أنه أحيانا يستطيع الأشخاص المصابون تحسين حالتهم بتقبل مرضهم الخطير ومحاولة مجابهته بالأفكار الإيجابية”. وأثبتت عدّة دراسات أهمية الإرادة والعزيمة ودورهما في الحد من استفحال الأمراض حتى المستعصية منها.
أجرت د.باربرا أندرسون، أستاذة علم النفس بجامعة ولاية أوهايو الأميركية، بحثا على 115 من السيدات المصابات بسرطان الثدي في المرحلتين الثانية والثالثة، وتعاملت مع نصف هذه المجموعة من خلال العلاج النفسي الذي يساعد المريض على الاسترخاء والتقليل من التوتر، والتكيف مع الانفعال، بينما تركت النصف الآخر ليتلقى علاجه بالأسلوب العادي دون تدخل لتحسين حالته النفسية.
وقد أثبتت نتائج هذا البحث أن المجموعة التي كانت حالتها النفسية أحسن بفضل العلاج النفسي، كانت نسبة هرمونات الانفعال عندها -وخاصة الكورتيزول- أقل بمقدار 25 بالمئة مقارنة بالمجموعة التي لم يتم التدخل لدعمها نفسيا، وذلك بعد 4 إلى 8 أشهر على تاريخ إجراء الجراحة.
ليس هذا فحسب بل إن الأجسام المضادة التي تقاوم الخلايا السرطانية مثل الأجسام المضادة لمادة «الميوسين» التي تزيد مع تقدم الورم السرطاني، قد زادت بنسبة 25 بالمئة عند النساء اللاتي يكن في حالات نفسية جيدة. وعلى الرغم من انخفاض نسبة هذه الأجسام المضادة في كل من المجموعتين أثناء استخدام العلاج الكيميائي، فإن المجموعة التي كانت تتلقى الدعم النفسي والمعنوي استعادت مستواها خلال 8 أو12 شهرا بعد الجراحة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى