الخبر الأول: نجحتْ إحدى الشركات السلوفاكية في اختراع أول سيارة طائرة، إيروموبيل، وستكون في الأسواق في منتصف عام 2018 لحل أزمة المواصلات!
الخبر الثاني: عُقدتْ عدة ندوات في فضائيات العرب، لمناقشة، وبحث، واستقصاء، (خَلْق الإبل)! هل الإبل مخلوقات إلهية؟ أم هي من نسل الشياطين؟ وإذا كانتْ من نسل الشياطين، وفق( الإجماع) ! فكيف يأكلها المسلمون؟
الخبر الثالث: يجري العمل على إنتاج رقائق حديثة، على شاكلة الدماغ البشري، يمكنها حلَّ كل المشكلات المعقدة إلكترونيا، كما تستعدُّ مراكز الدراسات والأبحاث أن تنجح في إعادة ضبط العقل البشري، أي عمل (فورمات) له!
الخبر الرابع: اكتشفتْ أجهزةُ المخابرات في ليبيا، (الجنِّي تشارلي) الذي تمكن من تقمُّص أرواح الليبيين في مدينة، البيضاء الليبية، مما دفع ثمانية مواطنين للانتحار في شهرٍ واحد، وقد أثبتت التحريات المخابراتية، أن الجني تشارلي، هو جني إسرائيلي من المكسيك!!
الخبر الخامس: تمكن ثمانون طالبا إسرائيليا من إطلاق قمر صناعي، يوم 18-4-2017 من قاعدة، كيب كانفرال، في فلوريدا، بأمريكا، ضمن مشروع صممته وزارة العلوم، القمرُ التعليمي الجديد قادرٌ على تصوير الأرض، وهو القمر الأول الذي يشرف على تصميمه طلاب الكلية، بالتعاون مع مراكز أبحاث دولية!
الخبر السادس: من تلفزيون دبي إبريل 2017 ، تمكن رجال المخابرات من ضبط ساحرة إفريقية، تقوم بعمل أحجبة وأقفالٍ، للإضرار بالمواطنين، وجرى ضبط مواد خطيرة، تؤدي للتفرقة بين المحبين! وعندما ضُبطت الساحرة مُتلبِّسة بالجريمة، وهي تتلقى الأموال، قررتْ هذه المشعوذة أن تستعمل قدراتها السحرية ضد الشرطة، مما حدا بالشرطة الإماراتية للاستعانة بفرقة من شيوخ الدين، لإبطال مفعول سحرها، وهزيمتها بالضربة القاضية!
الخبر السابع: تعمل شركة مايكروسوفت على إعداد برامج خاصة للمكفوفين، تمكنهم من السير وفق نظارات خاصة تُرشدهم، بلا مرشدين، وهي تعمل أيضا على برامج لخدمة الصُّم!
أخيرا، استعدتُ خبرا قديما في برنامج تلفزيوني، اسمه، عشم الوطن، بثَّه تلفزيون ليبيا، مارس 2011 أستضاف فيه نجم الحلقة أو [قائد] لواء (المربوط الليبي الفتاك)، الساحر! يوسف شاكير، كان يحمل في يده اليمنى (مسبحة) على شاكلة، رموت كونترول، يُطلق من حبَّاتِها هجمات الجن والعفاريت على دول التحالف، قائلا في بداية الهجوم الأول: "ها هو الجن يحارب معكم، ورياح وغبار الموت الأصفر، ستجتاح قطر، والإمارات، لأنها تقصف كتائب ليبيا، بزعامة ملك الملوك، القذافي، وحرك إحدى خرزات مسبحته، للاتصال المباشر بسليمان الحكيم، لإرسال طيور (الزرب الأخضر) ! لتدك بلاد الكفر! بقيادة البومة السوداء للقضاء على الإشعاع الياباني، ثم حرَّك خرزة، الدمار الشامل! في مسبحته، لبدء هجمة أخرى من كتائب المربوط الليبي تحت شعار: أيها الأمريكيون ارحلوا قبل أن يداهمكم الموت البطيء!.
ليس غريبا أن يتحوَّل كثير من العرب من النقيض إلى النقيض، من العلمانية إلى الأصولية ، ومن الانفتاح إلى الانغلاق ، ومن الانعتاق إلى السجن ، ومن الحرية إلى العبودية، لأن العربّ، بصراحة (حركيون)!
لم أعد أستغربُ هذا التناقض، فمنذ سنوات رأيتُ ثلاثة من أدباءِ وكتاب الوطن، المحسوبين على الثقافة، والفكر، والتنوير، وهم يركبون سيارةً عصرية، يحملون هواتف حديثة، يبحثون في المناطق النائية عن أميٍّ مشعوذٍ، اشتُهِرَ بصناعة الأحجبة، والتعاويذ، لغرض إشفاء أحدهم من روماتيزم المفاصل!
إذن، فالدواء لكل الأمراض عند العرب، لا يكمن في الحلول الاقتصادية، ولا في تكنولوجيا السوفت وير، ولا في النظريات الفلسفية السياسية، ولا في إبداع وسائل الاتصال، ولا في تطبيق حقوق الإنسان، أو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولكن الحل الأمثل لكل أمراضهم هو في إكسير الشعوذة، وحجابات السحر!
نعم، يقوم عربُ اليوم بترسيخ صناعات الجهالات، لإنتاج مضادات أنتي بيوتيكية من جذور مسابح المربوط الليبي، واستحداث صناعات تغليف، وتصدير أوراق الهرطقات الصفراء، فقد أصبحتْ هذه الثروة هي مصدر الدخل العربي الأوحد!