ازداد اهتمام النساء بتفسير الأحلام خلال السنوات الأخيرة ليتحول إلى هوس يصيب أغلبهن، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تزخر بالكثير من الدجالين الذين يدعون قدرتهم على تفسير الأحلام.
وفي دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في العاصمة المصرية القاهرة، وجد أن النساء أكثر هوسا بتفسير الرؤى والأحلام من الرجال، وقد يقودهن الأمر إلى حد ارتكاب الجريمة ونشوب الخلافات مع الأفراد المحيطين بهن، والشك حتى في أقرب الأشخاص إليهن، وهو ما يؤثر على مسار حياتهن ويؤدي إلى تفكك العلاقات الأسرية.
وكشف استطلاع رأي سعودي أن 70 بالمئة من المواطنين يهتمون بالبحث وراء تفسير الأحلام والرؤى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأن 43 بالمئة مهووسون بتفسير الأحلام، و27 بالمئة يبحثون عن أشخاص لتفسير أحلامهم خاصة إذا كان بها شيء مخيف، فيما وجد أن 30 بالمئة لا يهتمون بمثل هذه الأعمال ولا تشغل حيزا في حياتهم، في الوقت الذي رأى فيه رجال الدين أن تفسير الأحلام حق لكل فرد لكن لا يمكن استخدامه للتجارة والتربح من ورائه.
ونصحوا بالبحث عن أشخاص متخصصين لتفسير الأحلام وعدم الانجراف وراء الإعلانات المنتشرة على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى النصب على هؤلاء الأشخاص المهووسين بتفسير الرؤى.
وحول أسباب انجراف المرأة وراء تفسير الأحلام تقول الدكتورة نعمة عوض الله، استشارية السلوكيات الاجتماعية والعلاقات الأسرية في مصر “غالبية النساء يعتقدن أن مستقبلهن مرتبط بشكل كبير بما تتم رؤيته في المنام، لذلك ينجرفن وراء تفسير أحلامهن لمعرفة ماذا سيحدث لهن في المستقبل، وهو الأمر الذي يجعلهن فريسة للعديد من المشكلات النفسية والاجتماعية وتهديد حياتهن الأسرية”.
وأشارت إلى أن تفسير الرؤى والأحلام كان مسارا للجدل خلال السنوات الأخيرة بين المتخصصين ما بين مؤيد ومعارض بسبب وجود دخلاء في تفسير الأحلام من أجل التحايل، والضحية في النهاية يكون صاحب الحلم والمنجرف وراء تفسيره، لا سيما النساء والفتيات، على الرغم من أن أغلب الأحلام التي يراها الإنسان أثناء فترة النوم لا تتعدى كونها نتيجة العلاقة المرتبطة بين العقل الإنساني والبيئة المحيطة به، ونتيجة اكتسابه العديد من الخبرات مع التقدم في العمر، فتكون إصابته بأي حالة من التوتر والقلق والاكتئاب ومقابلته لأشخاص جدد أو أشخاص أثروا بشكل ما في حياته من شأنهم أن يؤثروا على أحلامه لأنها لا تعني شيئا محددا بالنسبة إليه.
ويوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن الهوس بتفسير الأحلام يرجع إلى هوس الإنسان لمعرفة كل ما في المستقبل، مؤكدا أن الأحلام لا تعني المستقبل لأنها تتحدث عن كل الأشياء الماضية، فهي تعبر عن الحالة النفسية لصاحبها سواء أكان توترا أو قلقا أو حتى شعورا بالسعادة والفرح؛ فالحلم لا يتعدى كونه حالة نفسية تخرج في صورة أحلام ولكنها لا تشير إلى المستقبل.