هل فعلاً إستقرت سياسة تسليع المرأة في مجتمعنا حتى أصبحت أمراً ثابتاً في كل مجالات الحياة وأصبح التعامل معها كثابت من ثوابت المجتمع اللبناني؟.
نقول هذا الكلام بعد أن بات واضحاً التهميش المقصود الذي تعامل به كل أمرأة جدية تقوم بعمل نافع لهذا المجتمع إذ بدلاً من إظهار عملها والاهتمام بإنجازاتها نراها تقابل بإهمال واضح لحساب من نشر الفساد في المجتمع.
ففي بلادنا نساء كثر قدمن وما زلن يقدمن للمجتمع اعمالاً وأفكاراً تساعد على الرقي والتقدم ولكن الاعلام بمختلف وسائله لا يبالي بهن ولا يقدر أعمالهن ويلجأ إلى الأخريات.
فإن قامت أمرأة بعمل تربوي أو إجتماعي مفيد تغيب أخبارها عن الإعلام ويأتي مكانها خبر الفنانة الفلانية التي أطلت على جمهورها بفستان عار بلغ ثمنه عدة الآف من الدولارات.
قصة أمرأة كانت أباً واماً لعائلة بأكملها فضحت وتحملت وعانت لا تلفت أنظار الأعلام أما إقدام ممثلة على التعري في حفل عام فتفرد له صفحات وصفحات ثم تأتي بكل براءة وتسأل لماذا غابت القدوة عن بناتنا.
غابت القدوة لان إعلامنا المحترم يرى في (كتف عار) آلاف الفوائد فيسارع إلى عرضه بينما لا يرى فائدة واحدة في بحث علمي تربوي أنجزته أمرأة في جامعة هنا أو مركز هناك.
وغابت القدوة لان الشاشات في بلادنا والاذاعات والجرائد اغلقت في وجه كل إنسانة محترمة بينما فرشت الأرض ورداً لمن هي مستعدة لأمور أخرى تتنافى مع كل أدب وخلق.
والأسوأ ان هذه الوسائل قد أقامت خططاً كبيرة لشرعنة هذا الفساد فبات الرقص للفتيات عاريات على الإعلام فناً يستحق التقدير والجوائز.
وبات الخلق السيء والسلوكيات المشينة جرأة محمودة تستحق الثناء، بل إن التفلت العلني بات رأياً يحترم ويكرم الإعلام صاحبته وكأنها من أصحاب نوبل.
فأي مجتمع ننتظره إذا استمرينا على هذا المنهج، وأي أجيال ستخرج مستقبلاً من تحت أيادي نساءً ورجال لم يعرفوا سوى تكريم الراقصات وتقدير العاريات وظلم الشريفات العفيفات.
لا يحدثني أحد عن دور المشايخ والدعاة ورجال الدين فإنهم مشغولون بمصالحهم ولا يحدثني آخر عن دور المسؤولين والسياسيين فإن مكاسبهم أهم من البلد وما فيه.
وانما ليحدثني كل واحد عما فعل للحفاظ على أسرته وعما قدم لإستمرار منظومة الأخلاق في مجتمع الخلق فيه مقتول والطريق إليه مسدود.. مسدود
أيها الآباء، أيتها الأمهات ربما تعيش تلك التي سيطرت على الأعلام بعريها في قصور فخمة ولكن صدقوني هي على إستعداد تام لإنفاق كل ما كسبت في سبيل إستعادة سمعتها الطيبة، فلا تجعلوا بناتكم من أجل حفنة من المال يفرطن بما هو أغلى من المال واقصد هنا الأخلاق الرفيعة.
أما أنت أيها الأعلام فسينقلب السحر على الساحر، فلا تفرح وانما أبتئس على حالك الذي لن يدوم... إن شاء الله.