ما أكثر الأصدقاء الذين يحيطون بنا وما أقل احتواءهم لما بدواخلنا. في الفترة الأخيرة أصبحتُ لا شعورياً أُقيم الأشخاص من حولي وأبتعد عن الشخص المتملق.. النمام.. كثير الشكوى.. كثير الانتقاد، والأهم من ذلك.. من يشعرني بالسوء حيال نفسي وشخصي وأفعالي!
ليس علينا أن نخجل من الابتعاد عن بعض الأصدقاء، فلا أحد يحب صحبة الأشخاص السلبيين، وعاجلاً أم آجلاً تنتهي صداقتنا بهم، فنُرجح الموضوع إلى الظروف والأيام. بغض النظر عن الأسباب، المهم أن نتجنب الحديث مع الأصدقاء السلبيين وبالأخص في الأيام التي نحتاج فيها أن نستلهم بعض الإيجابية من حولنا. وأنا أصبحت في الفترة الأخيرة محاطة بالعديد من السلبيين بالرغم من حاجتي لأصدقاء إيجابيين يساعدون في ترتيب القصص المتلاطمة في محيطي.
دربت نفسي كثيراً على أن أكون إنسانة إيجابية وسأحاول أن أظل كذلك.. ولن أُشعر صديقاتي بالسوء أبداً وهذا بالضبط ما أحتاجه.. لا أحتاج الصديقة التي تشعرني بالسوء حيال نفسي لأنني زدت بعض الكيلوجرامات أو أقضي وقتاً طويلاً في العمل أو لا أجيد الطبخ..!
إن أخبرتي صديقة أنها تشعر بحاجة للاستلقاء طيلة اليوم في السرير ولا ترغب بالخروج سأقول لها بأنني على استعداد أن أشاركها الهدوء حتى تخرج من الحالة التي تُشعرها بالضيق دون أن أتهمها بالكسل! تمازحني صديقة دائماً بعد كل قصة عنها أن زوجها سيتزوج عليها وتبدأ الضحك دون توقف، لن أقول لها -تستحقين ذلك- ولن أجاري مزحتها بالضحك بل على العكس سأضمد جرح قلبها الذي تنبع آلامه على شكل ضحكات، وأخبرها أنه لن يجد أفضل أو أجمل أو أحن منها زوجة له وأماً لأطفاله..
الصداقة الإيجابية قوة وسعادة وطريق مليئ بالضحكات والنجاحات، لا تستهينوا بها.