اختزل المختصون أسباب زيادة نسب العنوسة في الظروف المعيشية الصعبة وانتشار البطالة وأزمة السكن، إلا أن هناك أسبابا أخرى خفية لا يتم الإفصاح عنها، ومنها عمل الفتاة في بعض المهن التي ينظر لها المجتمع نظرة دونية ممّا يعوق فرصها في الارتباط والزواج.
وعلى الرغم من أن خروج الفتاة للعمل يكون مرده أحيانا إعالة أسرتها أو الإنفاق على نفسها بسبب صعوبة ظروفها المعيشية، فإن المجتمع لا ينظر إلى هذا الجانب.
وفي البلدان الأوروبية تحظى مهنة الممرضة باحترام وتقدير من أفراد المجتمع بسبب ما تقدمه من مساعدات من أجل شفاء المرضى، وهو ما يجعلها تشعر بالفخر وبأهميتها في المجتمع وينعكس ذلك على أدائها وتقدمّها في عملها.
أما في المجتمعات العربية فهناك بعض الدول التي تقدر قيمة الممرضة، في المقابل هناك مجموعة أخرى من الدول العربية تنظر إلى الممرضة على أنها مهنة مهينة ولا تتناسب مع الفتاة بسبب بقائها في العمل لساعات طويلة خارج المنزل، وهو الأمر الذي ترفضه عادات وتقاليد المجتمع الشرقي.
ويقوم الإعلام بدور كبير في ترسيخ هذه الصورة السيئة عن مهنة الممرضة، حيث أنه لم يذكر مطلقا الجوانب الإيجابية لهذه المهنة، فعادة ما تظهر في الأفلام والمسلسلات على أنها سيئة السمعة، فمهنة الممرضة من أكثر المهن التي شوّهها الإعلام بطريقة فظة، مما أثر على المجتمع بشكل كبير.
وكشف تقرير تناول العاملات في صالونات التجميل، حجم المعاناة والظروف الصعبة التي تتعرض لها غالبية العاملات في هذه المهنة، مؤكدا أن هذه الشريحة لا تتمتع بأي نوع من الحقوق الإنسانية والعمالية الأساسية التي نصّت عليها التشريعات العمالية.
أما مهنة المضيفة الجوية، فعلى الرغم من أن الكثير ينظر لها على أنها من المهن المرموقة إلا أن جزءا كبيرا من المجتمع ينظر إليها على أنها مهنة سيئة ولا تناسب الفتاة بسبب انتقالها من مكان إلى آخر بمفردها، بالإضافة إلى عملها لساعات طويلة وعودتها من العمل في ساعات متأخرة من الليل.
ويشير أحمد محمدين، الخبير في السلوكيات المجتمعية في مصر، إلى أن المجتمع يعاني مشكلة كبيرة تتمثل في النظرة الدونية لبعض المهن التي تمتهنها المرأة.
ونبه إلى أن هذه النظرة آخذة في الانتهاء بسبب تغيّر تفكير المجتمع والإيمان بخروج المرأة للعمل من أجل المساعدة في إعالة الأسرة.