الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

تويتر يقود التغيير في السعودية: تمكين المرأة بلا ولي

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

الرياض - " وكالة أخبار المرأة "

بعد عام من انتشار هاشتاغ #سعوديات_نطالب_بإسقاط_الولاية المطالب بإنهاء تحكم الرجل في جزء كبير من تفاصيل حياتهن، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنصفت السعوديات أخيرا. ففي سابقة تاريخية وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بتمكين المرأة من الخدمات دون اشتراط موافقة ولي الأمر وبما يتفق مع “أحكام الشريعة الإسلامية”.
وأكد الأمر الملكي على الجهات المعنية بضرورة مراجعة الإجراءات المعمول بها لديها ولدى الأجهزة المرتبطة بها ذات الصلة بالتعامل مع الطلبات والخدمات المقدمة للمرأة، وحصر جميع الاشتراطات التي تتضمن طلب الحصول على موافقة ولي أمر المرأة لإتمام أي إجراء أو الحصول على أي خدمة مع إيضاح أساسها النظامي والرفع عنها في مدة لا تتجاوز 3 أشهر من تاريخ صدور الأمر.
وأثار الأمر الملكي احتفالات افتراضية على موقع تويتر ضمن عدة هاشتاغات أبرزها #تمكين_المرأة_بلا_ولي. ويعتبر الأمر انتصارا ساحقا لتويتر الذي شهد الحراك النسوي.
تتسم تغطية قطاع كبير من الإعلام العربي بالتقليدية في التعامل مع قضايا المرأة، فنجد أن الكثير من الصحف العربية إن لم يكن أغلبها يخصص صفحات وملفات دورية عن المرأة، غير أن المتابع لتلك الصفحات يلاحظ أن معظمها يحصر التغطية في قضايا الأسرة والموضة ووصفات الطهو، مما يوحي بأن دور المرأة يقتصر على كونها زوجة وأما.
وبينما يبدو الإعلام التقليدي مستجيبا للتغيرات الاجتماعية التي تطرأ على صورة المرأة العربية النمطية، يبقى الإعلام الاجتماعي المحرك الأقوى في اتجاه هذا التغيير، من خلال عدد متزايد من المبادرات والحركات النسوية الساعية لرسم صورة أكثر استقلالية وتحررا من ذي قبل.
وتكمن قوة الدور الذي يلعبه الإعلام الاجتماعي في كونه أولا يتيح فرصة حقيقية للمرأة للتعبير عن قضاياها بلغتها والحشد من أجل التعاطي معها، ومن ثم أصبح كذلك يتحدى طرح وسائل الإعلام التقليدية بل ويحدد أولويات القضايا التي يتناولها ذلك الطرح.
وكتب إعلامي “يحق للمرأة في بلادي أن تجعل يوم #تمكين_المرأة_بلا_ولي عيدا تحتفل به كل سنة، إنه يوم شهد الاعتراف الرسمي بأهليتها كإنسان كامل الإنسانية”. وقال الناشط أبوأحمد القرني “الآن وبعد #تمكين_المرأة_بلا_ولي ماذا فعلت الجماعة التي آذتنا بمعارضتها الشاذة؟ لقد رضخت للأمر. فكم من القرارات الملحّة بحاجة إلى سلطان حازم”.
وقالت الناشطة تغريد الطاسان “ولأن الرغبة في التغير الذي يرتقي بالوطن مع الحفاظ على هويته الإسلامية صادقة النية.. تأتي القرارات حازمة، سريعة.. وناجحة #تمكين_المرأة_بلا_ولي”. فيما تهكم مغرد باسم حسين “كمية دُرر غاضبات من القرار، لو سمحت أختي كيف تُبدين رأيك هنا دون موافقة ولي أمرك!#تمكين_المرأة_بلا_ولي”.
يذكر أنه يرمز لكل مؤيدة للحملة بلقب “حرة” نسبة لرغبتها في التحرر، فيما لقبت كل معارضة لإسقاط الولاية بـ“درة” نسبة لكونها متمسكة بالولاية التي تلقي المسؤولية في عدة أمور تمس حياة المرأة على كاهل ولي أمرها الرجل. وتسخر مغردات من هذا الطرح “أنا لست درة ولا حلوى مغلفة.. أنا فقط إنسان”.
ويعتقد الكثير من السعوديات المؤيدات للحملة أنهن انتصرن في نهاية الأمر بحملتهن، رغم أن التعميم الحكومي الجديد لا يلغي نظام ولي الأمر بشكل كامل كما كان يأمل الكثير من السعوديات، إلا أنه سيمنع المؤسسات السعودية من طلب موافقة ولي أمر المرأة ما لم يكن لدى المؤسسة ما يثبت ذلك بشكل رسمي في نظامها الداخلي الذي قد يتم إلغاؤه أيضا أو تعديله بعد 3 أشهر، عندما تتم مناقشته مرة أخرى في مجلس الوزراء السعودي.
وأطلقت ناشطات سعوديات هاشتاغا آخر على موقع تويتر بعنوان “#انتصار_الحرة_علي_الدرة” للتعبير عن فرحتهن بالقرار الجديد الذي يعد أول انتصار فعلي لهن بعد أن ظلت المعارضات لإسقاط الولاية يشككن بقدرة منافساتهن على إقناع السلطات بمطلبهن الذي يرونه معارضا لتفسيرات متبعة للشريعة الإسلامية التي تطبقها السعودية.
وكتب مغرد “الحراك النسوي أحدث ثورة غيرت النظام الراكد منذ العشرات من السنين، حتى لو أتى هذا التغيير بشكل طفيف وعلى استحياء. فخور بكن #انتصار_الحرة_على_الدرة”.
يذكر أن السعودية تصدرت دول العالم في نسبة مستخدمي موقع تويتر في السنوات الأخيرة بـ9 ملايين مستخدم، إلا أن إحصاء عالميا نشر في نوفمبر الماضي، كشف أن السعوديات هن الأقل استخداما لتويتر، حيث أن 26 بالمئة فقط من الحسابات النسائية في السعودية صنّفت بأنها معرّفة. وأرسل السعوديون في العام الماضي 500 مليون تغريدة من تويتر.
يذكر أنه على امتداد 303 أيام، وهي أيام الحملة، واجهت المؤيدات لها حملات معارضة شديدة وصلت في بعضها إلى اتهامات بالتخوين والعمالة لجهات خارجية، ما دعا بعض الناشطات إلى الانسحاب بشكل علني من الحملة، فيما تكتب غالبية المؤيدات لها بأسماء مستعارة ويرفضن نشر أسمائهن الحقيقية في وسائل الإعلام.
وتنوعت أساليب السعوديات المؤيدات للحملة خلال الأشهر الماضية، من لصق شعارات معبرة عنها في أماكن عامة بالمملكة إلى الترويج لها في كبريات وسائل الإعلام العالمية. كما شهدت الحملة توجيه مئات الآلاف من السعوديات والسعوديين رسائل إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز لإسقاط وصاية الرجل عن المرأة.
ولم يعلق الديوان الملكي السعودي على تلقي برقيات بهذا الخصوص، ولم يصدر أي رد فعل رسمي على الحملة، كما أن وسائل الإعلام المحلية قلما تهتم بتغطية أخبار الحملة التي يبرز الهاشتاغ الخاص بها كثيرا في قائمة الموضوعات الأكثر تفاعلا في تويتر بالسعودية.
ويفرض نظام الولاية في السعودية على المرأة الحصول على تصريح من ولي الأمر (الزوج، الأب، الأخ، الابن…)، قبل الخوض في الكثير من القضايا التي تهم حياتها الشخصية كالسفر والزواج والعمل أو غيرها.
وتطبق السعودية أحكام الشريعة الإسلامية بشكل صارم، وتفرض قيودا شديدة على النساء. وعادة ما تتعرض الرياض لانتقادات عديدة من منظمات حقوقية عالمية وإقليمية بسبب أوضاع حقوق الإنسان في البلاد. كما أنها البلد الوحيد الذي يمنع النساء من قيادة السيارة. وتقول سعوديات إن الحملة القادمة تستهدف السماح لهن بقيادة السيارات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى