يمكن أن تتراكم الضغوط على الإنسان بكل الأشكال والصور، سواء من خلال وقوع أحداث مؤسفة في حياته، مثل فقدان وظيفة أو إنهاء علاقة زواج، أو من خلال تراكم المتاعب اليومية العادية حتى يصل الإنسان إلى نقطة اللاعودة.
سلطت دراسة أميركية حديثة الضوء على الأعراض التي يمكن ملاحظتها عند الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد الزائد، وكيف يتم في كثير من الأحيان تجاهلها حتى فوات الأوان، وعلى الرغم من أن هناك عددا كبيرا من الأعراض ترتبط عادة بالإجهاد، بما في ذلك التعب والأرق والصداع، إلا أنها يمكن أن تنطبق على أيّ موقف مرهق سواء كان الشخص يعاني من الإجهاد الشديد أم لا.
وقد تعني هذه الأعراض أن الشخص بحاجة إلى الراحة والاسترخاء، إلا أنها لا تمثل علامات تحذير بأنه قد يكون على وشك الإصابة بأزمة صحية خطيرة.
وركز جيمس أميرخان رئيس فريق الدراسة وزملاؤه في جامعة لونج بيتش بولاية كاليفورنيا على تحديد أعراض الإجهاد التي شهدها جميع المشاركين خلال فترة الدراسة، التي شملت عينة ممثلة للمجتمع تصل إلى 440 شخصا بالغا، وقام الباحثون بتقسيم المشاركين بالتساوي تقريبا حسب نوع الجنس (51 بالمئة من الإناث) يمثلون مختلف الفئات العمرية.
وقامت بقياس نوعين من الإجهاد: الأول الإجهاد الناتج عن وقوع حدث معين، وهو الإجهاد الناتج عن تحمل أمور فوق الطاقة، وقياس شعور المشاركين بالإجهاد من المسؤوليات الملقاة على كاهلهم، والثاني الإجهاد الناتج عن طبيعة الشخصية وهي تركز على إحساس الشخص بعدم قدرته على التعامل مع الإجهاد.
وأظهرت الدراسة مجموعة من الأعراض الجسدية وارتباطها بالإجهاد الزائد حيث حددت الأعراض المرتبطة بالحالة المزاجية مثل الشعور بالتعب عند الاستيقاظ والتهيج العصبي المفرط والمشاعر المتقلبة ونفاد الصبر والنوبات العصبية وفقدان المزاج.
كما حددت الأعراض العصبية الموحية، مثل سرعة التحرك ذهابا وإيابا وإهمال النظافة الشخصية وارتكاب الأخطاء والارتجاج وقضم الأظفار وأقلام الرصاص.. وكذلك أعراض الاضطراب المعرفي مثل انخفاض علامات الأداء الدراسي وفقدان التركيز وصعوبة اتخاذ القرارات ومشاكل الذاكرة ونسيان المواعيد وما إلى ذلك.
وعلى الرغم من أن بعض الباحثين طرحوا منذ فترة طويلة ضرورة تشخيص الإجهاد الزائد بصورة رسمية إلا أنه كان من الصعب إيجاد علامات تشخيص واضحة حتى الوقت الحالي.
من جانبه يرى هانز سيلي العالم في مجال الإجهاد البيولوجي أن الإنسان يشعر بالتوتر والضغط العصبي عندما يختل إحساسه بالتوازن ويحتاج جسمه إلى الاعتماد على موارده الداخلية لاستعادة التوازن، ولكن عندما تصل الضغوط إلى الحدّ الذي يصل فيه الإنسان إلى استنفاد موارده الداخلية وفقدان القدرة على التعامل يكون قد وصل إلى تلك النقطة الفسيولوجية والنفسية الفاصلة والمعروفة باسم الإجهاد الزائد.