كشفت دراسة أميركية حديثة، عن فائدة جديدة للرضاعة الطبيعية، حيث أظهرت أن حليب الأم يساعد الأطفال الخُدج على اكتمال نمو أدمغتهم.
أجرى الدراسة باحثون بمختبر أبحاث الدماغ، في مركز النظام الصحي الوطني للأطفال في واشنطن، ونشروا نتائجها في المجلة الأميركية لتقدّم العلوم.
والأطفال الخُدج مصطلح يطلق على كل طفل يولد قبل الأسبوع الـ37 من الحمل، (الأطفال “المبتسرون”)، وهم الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية، بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لتخلُّق أعضائهم، ويحتاجون إلى رعاية طبية خاصة، حتى تتمكن أعضاؤهم من العمل دون مساعدة خارجية.
وأوضح الباحثون أن الأطفال الذين يولدون مبكرا يكون وزنهم أقل من 1.5 كيلوغرام وتتطور لديهم المادة البيضاء في الدماغ أقل مما تتطور لدى الأطفال الذين يولدون فى ميعادهم بعد 9 أشهر من الحمل. وأضافوا أن المادة البيضاء هي إحدى المادتين المكونتين للجهاز العصبي المركزي، حيث تكون المادة الرمادية هي المكون الثاني.
والمادة البيضاء هي مجموعة من الأنسجة التي تربط مناطق الدماغ، ووظيفتها نقل المعلومات بين مناطق الدماغ وباقي أعضاء الجسم وتملأ ما يقرب من نصف الجمجمة.
ولاختبار فاعلية الرضاعة الطبيعية، أجرى الباحثون دراستهم على مجموعة من الأطفال الذين ولدوا فى الأسبوع الـ32 من الحمل.
ووجدوا أن حليب الأم يجعل المادة البيضاء تتطور بشكل أفضل لدى الأطفال الخُدج، بالمقارنة مع أقرانهم الذين لا يتغذون على الرضاعة الطبيعية.
وكانت دراسات سابقة كشفت أن تغذية الأطفال الخُدج على الرضاعة الطبيعية تساعد على تحفيز واكتمال نمو قلوبهم وأدمغتهم بشكل صحيح. ووجدت دراسة أخرى أن التغذية التي تعتمد على حليب الأم وحده تسهم في تطور الدماغ أكثر مما تسهم فيه التغذية التي تمزج بين حليب الأم وبدائل حليب الأم، وأن التغذية المدمجة أفضل من التغذية التي تعتمد على بدائل حليب الأم فقط.
في هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة “نوروايميج”، استخدم الباحثون جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي المخصص لبحث الأطفال الرضع. ورصد الباحثون تطور الدماغ لدى 133 رضيعا تتراوح أعمارهم بين 10 أشهر و4 سنوات. كل الرضع الذين اشتركوا في الدراسة مروا بفترة حمل طبيعية وتم اختيارهم من أسر بمستوى اجتماعي-اقتصادي متشابه.
أظهر تحليل المعطيات أن الأطفال الرضع في سن الثانية، الذين تألف غذاؤهم في سن الرضاعة من حليب الأم فقط لمدة 3 أشهر على الأقل، أظهروا زيادة في تطور المخ في مناطق رئيسية من الدماغ، بالمقارنة مع الأطفال الصغار الذين تكون غذاؤهم من مزيج من حليب الأم وبدائل الحليب بالمقارنة مع الرضع الذين تمت تغذيتهم ببديل الحليب فقط. ولوحظت زيادة التطور بشكل خاص في المناطق الدماغية المرتبطة بالوظائف الحسية ومهارات اللغة والوظائف الإدراكية.
وقد أشارت الأبحاث في الماضي إلى فوائد حليب الأم ودوره في التطور المعرفي لدى المراهقين والبالغين، ونجحت الدراسات الحديثة في العثور على تغيير في وظائف المخ في جيل مبكر لدى الأطفال الصغار الأصحّاء.