يعرف عن لبنان الديمقراطية التي تمنح لمواطنيها مع ولادة كل طفل منهم والحرية في اختيار الدين والعقيدة والمبدء مهما قلة أهميته أو تضخمت.
في المقابل تضيق تلك الحلقة من الحرية حتى تخنق أصواتاً تلاشت خوفاً من شبح السمعة تارة والعادات والتقاليد تارة أخرى.
فنلقى بلد الحرية، تصارع به النساء بين حملات وشعارات نادت بها عدة منظمات منذ سنوات وحتى يومنا هذا للمطالبة بقانون يحمي النساء من العنف الأسري.
الأمر الذي لا تعييره الحكومة أدنى إهتمامها، مما أدى إلى إخماد ثورة العديد من المعنفات لإدراكهن أن صوت الحقيقة سيتحول إلى صرخة بكاء في حال لم يتكتمن عنها، لأنهن بلا شك سيلقين حتفهن.
فيما كشفت منظمة "كفى عنفاً واستغلالاً" عن إحصائية أكدت بها لجوء نحو 15 امرأة لبنانية إلى طلب المساعدة يومياً، مقابل موت 12 امرأة على الأقل يقتلن سنوياً بسبب العنف الأسري.
وتشير أرقام "كفى" أيضاً إلى أن 300 سيدة يتعرضن للعنف الأسري قصدن مكاتب المنظمات اللبنانية المحلية والعالمية التي تنادى بحقوق النساء خلال العام 2013.
وتستنكر في المقابل عدة جمعيات لبنانية الجرائم النكراء التي تجتاح المجتمع اللبناني بشكل مخيف، وتكون ضحاياه نساء فشل المجتمع والتقاليد والمورث الثقافي من حمايتهن.
ولعل المطلوب اليوم بات أبعد من منظمات وجمعيات وقوانين
وانحصر في تعليم النساء، وتوعيتهن ليكسرن جدار الصمت الذي يودي بحياتهن في نهاية الأمر.