يحرص أولياء الأمور على حث أبنائهم على مراجعة موادهم الدراسية في الصباح الباكر، للاستفادة من حالة اليقظة ومستوى التركيز العالي اللذين يكون عليهما العقل، إلا أنه على خلاف ذلك أشارت دراسة أجراها باحثون من جامعة نيفادا الأميركية إلى أن الصباح الباكر ليس الوقت المناسب لمراجعة أو تحصيل المواد الدراسية.
وقالت الدراسة إن أنسب الأوقات للمراجعة، بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا، حيث يكون العقل خلال تلك الفترة أكثر نشاطا، كما يتحسن مستوى التركيز وحالة الذاكرة. وأثبتت هذه النتيجة من خلال بعض التجارب التي أنجزت على عينة من الطلاب، حيث قامت باستطلاع رأي الطلاب الجامعيين، حول إمكانية استيعابهم للمعلومات خلال الفترتين، وتبين أن غالبية هؤلاء لا يفضلون تحصيل المواد الدراسية في الصباح الباكر ويفضلون فعل ذلك خلال فترتين منفصلتين، هما المساء والظهيرة، حيث يجدون قدرة أعلى على استيعاب ما يستقبلونه من معلومات دراسية.
كما ألحقت بالدراسة بعض الاختبارات التي أجريت على هؤلاء الطلبة، وتبين أن قدرتهم على استرجاع المعلومات التي تناولوها خلال فترة المساء والظهيرة أعلى بكثير من قدرتهم على استرجاع المعلومات التي استقبلوها في فترة الصباح الباكر.
وأشارت الدراسة إلى أن نسب الاستيعاب وإدراك المعلومات في فترة الصباح الباكر لا تتعدى الـ70 بالمئة من المعدل الطبيعي، بينما تفوق نسبة إدراك المعلومات بعد الموعد الاعتيادي الـ80 بالمئة، حيث يكون العقل قد تخطى حالة الخمول التي يكون عليها في الصباح، لذلك لا بد أن يأخذ الطلاب بهذه النتائج، حيث يفترض عليهم الاستفادة من فارق الإدراك الذي يكون عليه العقل بالمقارنة بين الفترتين أثناء التحصيل الدراسي.
ونبه الدكتور محمد عبدالقادر أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان المصرية إلى وجود أوقات يكون العقل فيها أكثر صلاحية لاستقبال المعلومات مهما كانت نوعيتها وأهميتها، لذلك أجريت بعض الدراسات والأبحاث للتعرف على الأوقات المناسبة التي يكون فيها العقل بهذه الحالة الجيدة للاستذكار ومراجعة الدروس الطلابية.
وينصح الدكتور السيد ريشة أستاذ علم النفس بجامعة أسيوط المصرية باتباع نتائج الدراسات الحديثة بشأن أنسب الأوقات للتحصيل الدراسي، لأن ذلك يخفف من حدة الضغوط النفسية التي يعاني منها الطالب، فقد اختيرت فترة ما قبل الظهيرة باعتبارها أنسب الأوقات، لأن العقل خلالها يكون أكثر اتزانا وقدرة على الاستيعاب، كما يكون الطالب مهيئا أكثر من الناحية النفسية لاستقبال المعلومات.