زف خبراء إلى النساء خبرا سارا، مفاده أن بإمكانهن في القريب العاجل التخلص من عبء حبوب منع الحمل، بعد أن تمكنوا من تطوير حبة لتحديد النسل خاصة بالرجال، بإمكانهم تناولها مرة كل 3 شهور، بدلا من كل يوم كما هو الشأن بالنسبة إلى حبوب hلنساء.
ولا توجد وسائل لمنع الحمل متاحة للرجال غير الواقي الذكري أو قطع القناة الدافقة للنطاف، ولكن باحثين بريطانيين متفائلين بفرصة توفير وسيلة آمنة لمنع الحمل للرجال، مثل حبوب منع الحمل. ويعتقد العلماء أن لهذه الحبوب تأثيرا بنسبة 100 بالمئة في وقف الحمل، وأنها لا تحمل أي آثار جانبية للرجال، بخلاف الحبوب الهرمونية المتاحة للنساء.
وتستخدم حوالي 60 بالمئة من النساء حبوب منع الحمل، أو أي شكل آخر من وسائل منع الحمل الحديثة في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، وفي المقابل تعول 8 بالمئة من النساء على شركائهن في استخدام الواقي الذكري.
وبينت مسوحات الصحة الأسرية في الدول العربية أن الحمل غير المرغوب فيه من الأمور الشائعة في جميع بلدان الشرق الأوسط، وهو يمس جميع الفئات الاجتماعية. وقدرت حالات الحمل غير المرغوب فيها بنحو 85 مليون حالة في العالم، ينتهي نصفها بالإجهاض.
وأكد خبراء تنظيم الأسرة أن حبوب منع الحمل للرجال يمكنها أن تفيد الملايين من الأزواج في تفادي الحمل غير المرغوب فيه، وخاصة إذا كانت المرأة غير قادرة على استعمال وسائل منع الحمل لأسباب صحية.
وأبدى الدكتور تامر أحمد عبدالعزيز أخصائي النساء والتوليد والعقم والحقن المجهري بجامعة عين شمس بمصر، تفاؤله بوسيلة منع الحمل الجديدة قائلا إنها “تظهر مدى استعداد الزوج لمشاركة زوجته في تنظيم النسل، وخصوصا في ظل معاناة النساء من الكثير من المضاعفات المصاحبة لوسائل منع الحمل الخاصة بهن”، مشيرا إلى أن هذه الوسيلة ستكون ذات كفاءة عالية في منع الحمل غير المرغوب فيه، وآمنة على خصوبة الرجال، كما أنها لن تتسبب في أي أضرار جانبية.
وأضاف “باختصار حبوب منع الحمل للرجال وسيلة جيدة لتنظيم النسل سواء كانت طريقة عملها على تثبيط إنتاج الحيوانات المنوية أو إضعاف حركتها أو منع حركتها تماما، فجميعها اثبتت نجاحا ملحوظا، ومن وجهة نظري فإن هذه الوسيلة تنتظر التجربة الفعلية الجادة في مختلف الدول لتقييم النتيجة الفعلية منها ودرجة كفاءتها”.
وأوضح الدكتور عمرو عبدالمحسن النمر استشاري النساء والتوليد وجراحات المناظير بجامعة الزقازيق المصرية ” أن العلماء الأميركيين قد اعتمدوا على هرمون التستوستيرون كأحد المركبات في تطور حبوب منع الحمل الخاصة بالرجال، منوهين بضرورة عدم تجاوز الجرعات المحددة حتى لا تسبب العقم.
وقال “البعض يرى أنها وسيلة جديدة للرجال لتجنب حالات الحمل غير المخطط لها، ولكنني أعتقد أن استخدامها من قبل الرجال في العالم العربي لن يكون من الأمور المستساغة، بسبب ما قد يشعر به البعض من حرج، ولكن إذا كانت الدراسات قد أثبتت فاعليتها وآمانها، لم لا يستخدمها الرجال تحت الإشراف الطبي، لتجنب أي مشاكل على الصحة أو خصوبة الرجل أو على الصحة الجنسية للزوجين؟".
وتبدو الكثير من النساء متحمسات لمشاركة شركائهن في تجربة حبوب منع الحمل التي ستسمح لهن بالاستمتاع بحياتهن الحميمية من دون الخوف من الحمل المفاجئ.
وأظهرت دراسة أن ثلاثة أرباع النساء في أسكتلندا والصين وسكان جنوب أفريقيا من البيض يعتقدن أن الرجال سيكون لديهم استعداد لاستخدام هذه الوسيلة الجديدة لتنظيم الأسرة. وحتى في التجمعات الأكثر تحفظا وافقت 40 بالمئة من النساء على تناول شركائهن لهذه الحبوب مقابل 2 بالمئة رفضن هذا الأمر. إلا أن غالبية الرجال المستطلعة أرائهم أصروا على أنهم لن يتناولوا حبوب منع الحمل خوفا من أن تضر برجولتهم أو تسبب لهم أعراضا جانبية.
وترى التونسية نجوى الجبالي أن الرجال في مجتمعها من الصعب أن يوافقوا على استعمال حبوب منع الحمل بدلا من النساء بسبب خشيتهم على رجولتهم. مؤكدة أنها لا تعلق آمالا كبيرة في أن يكون زوجها استثناء، لأنه كما تقول سيخلق ألف تعلة وسبب تجعله يرفض في النهاية استعمال وسائل منع الحمل بدلا منها.
وقال ابن بلدها يسري حميدة “إذا كانت هنالك حبوب لمنع الحمل خاصة بالنساء، فما الداعي لأن يتناول الرجال مثل هذه الحبوب؟”.
وأشار إلى وجود بدائل أخرى لمنع الحمل خاصة بالرجال تغنيهم عن حبوب منع الحمل الجديدة التي لا يعرف حتى الآن مدى فاعليتها أو ضررها.
أما المصري حسن الليثي فيرى أن المرأة هي التي يجب أن تستعمل موانع الحمل، مبديا رفضه القطعي لمثل هذا الأمر، الذي يراه شأنا نسويا ولا دخل للرجال فيه.
فيما أبدى الفنان التشكيلي التونسي محمود قفصية ترحيبا بفكرة تناول الرجل لحبوب منع الحمل الخاصة بالذكور بدلا من زوجته، معللا رأيه بأنها ستكون أفضل بديل عن الواقي الذكري الذي قد يؤثر على المتعة الجنسية للزوجين.
وتبدو حبوب منع الحمل الخاصة بالرجال ليست فقط وسيلة لتنظيم النسل، بل هي اختبار لقياس مدى تقبل الرجال لفكرة المساواة بين الجنسين التي لا يجب أن تبنى فقط على النوايا الحسنة، وإنما على الممارسة الفعلية.