أولاً:
• كي تحب نوعا معينا من الطعام حاول تذوقه أولا
قد تكون من الأشخاص الذين يرفضون تناول بعض أنواع الطعام بل و يكرهون حتى فكرة تجربة تذوقها , فهل تظن أن جميع الأطعمة التي تأكلها الآن كنت تحبها في صغرك ؟ الإجابة ستكون حتما لا , لكن كيف تعلمت إذن محبتها ؟ المسألة بكل بساطة أنك تناولت منها , تذوقتها فأحببتها .
نفس الشيء يمكنك تطبيقه ,حيث يمكنك أن تتعلم بالطريقة ذاتها قيمة ما تأكل و من تم تجربه , كما يمكنك بنفس الطريقة أن تترك كل طعام غير نافع للجسم يمثل مصدر ضرر لصحتك.و لا يتعدى الأمر كونه مسألة تعود , فتماما كما عودت براعم الذوق لديك و أفسدتها بكثرة الحلويات المشبعة بالسكر الأبيض و الدهون, و باللحوم الدهنية ,و الأطباق المقلية ,و المشروبات الغازية , فأنت قادر على إعادة ترويضها و إصلاح هذا الذوق و تعويده على الطعام الصحي , و تعلم أن لا تقيم للذوق الغذائي وزنا أكثر من حقيقته , و أن تفضل صحتك على أهواء ذوقك , وتأكد أن الأمر لا يستوجب إلا القليل من الصبر والمثابرة الكثير من الإرادة .
ثانياً
• العين تأكل قبل المعدة
إن الإنسان كما يقال يأكل بعينه , فهو ينجذب إلى شكل الطبق إذا كان منظما جذابا بألوانه قبل تذوقه , لذا يجب إعداد الطعام بطريقة تحفظ له جماله ولونه الطبيعيين , كما يجب التجديد و التفنن في طرق تقديم الأكلات حتى تفتح شهيتك و تساعدك على تجربة تذوقها , أما إذا كان تحضير الطعام بطريقة سيئة كما يحدث مثلا حين طبخ الخضروات لمدة طويلة جدا , فتفقد جمالها و قوامها و لونها , بل و يؤثر ذلك في طعمها و فائدتها , فإنها حتما ستشعرك بالتقزز و النفور منها . و كي نؤكد صحة المقولة : "العين تأكل قبل المعدة " , حاول أن تتذكر يوما ذهبت فيه إلى مأدبة فاخرة فيها كل ما لذ و طاب من أنواع الطعام , مقدمة بشكل فني على طريقة المطاعم الفاخرة , فهل استطعت حينها تمالك نفسك , أم انتابك الجوع الشديد بمجرد الوقوف أمام البوفيه ؟ إن شكل الطعام قد يجعلك تأخذ من جميع أصناف البوفيه بغية تذوقها بالرغم من أنك لا تشعر فعلا بالجوع ,و بالرغم من عدم معرفتك لمكوناته.
• تكرار الطعام لا يجعلك تكرهه أبدا!
يزعم بعض الناس أن كره بعض أنواع الطعام ينتج عن تكرارها يوميا , و هذا غير صحيح بل العكس , فالعادة تزيد في الرضا و القبول , و إذا صح الزعم الأول فسيكره الجميع تناول الخبز و هو الطعام الذي يأخذ مكانه على المائدة في جميع الوجبات اليومية.
ثالثاً:
• لتحب الغذاء نوع في أصنافه!
إن تنويع الغذاء بحيث يتألف من عدة أنواع من الخضروات و الفواكه و الحبوب عادة جيدة تجعلك تحب الطعام , كما انه يضمن تكامل الأغذية و عملها على مد الجسم بجميع العناصر التي هو في حاجة إليها , لأن عنصرا غذائيا معينا إن لم يتوفر في الخضر سيكون في الفاكهة أو في الحبوب, و بذلك فإن الجسم يأخذ ما ينقص في نوع غذائي من نوع آخر , هذا إن كان الحديث عن التنويع بين الأغذية المفيدة للصحة , أما إن كانت الغاية استعمال الحلوى بدل الفاكهة و الفطائر بدل الخبز , فإن في ذلك خسارة أكبر من الربح.
• ترتيب المائدة
اذا كان تنويع الطعام يجعلك تقبل عليه , فهذا لا يعني أن تبالغ في ذلك و تكثر من أصناف الأكل في كل وجبة , لأن ذلك يعتبر تبذيرا للمال و ضياعا للوقت و الجهد. و بالرغم من أن الجميع يعلم تأثير ترتيب المائدة على تحريك الشهية ,فإن ذلك لا يعني كثرة استعمال الصحون , لأن الأمر غالبا ما يبدأ ممتعا لكنه ينتهي متعبا , نظرا للجهد المبذول في سبيل إعداد المائدة , علاوة على كثرة الصحون الملوثة التي تتكدس في المطبخ, و التي تتطلب وقتا و جهدا لتنظيفها قد يضيع عليك متعة الوجبة.