شعور بالإرتياح إجتاح الملايين.. فور تحويل القاضى أوراق المجرم الى فضيلة المفتى ..لإبداء رأيه قبل الحكم بالإعدام على هذا الذى إرتكب جريمة إستفزت المشاعر..وساهمت السوشيل ميديا فى تحويلها الى قضية عامة شغلت الرأي العام فى عالمنا العربي .. وليس فى مصر فقط ..وهى جريمة إغتصاب طفلة لم يتعد عمرها العامين من مجرم عمره 35عاما فيما عرف إعلاميا باغتصاب (طفلة البامبرز)..ورغم أن جرائم الإغتصاب بشكل عام يكون الحكم القضائي بالنسبة لها .. الحبس لعدة سنوات على حسب حجمها وبشاعتها وغالبا مايصل الى السجن 15 عاما .. إلا أن هذه الجريمة كانت الأبشع إذ تتعلق بطفلة لاحول لها ولاقوة ..وتمثل جريمة قتل للبراءة والطفولة النقية مما دفع القاضى للمعاقبة بالإعدام .. لردع من تسول له نفسه أن يرتكبها .. وفى ذلك حماية لقيم وأخلاق المجتمع .. والحفاظ على مستقبله من أي مستهتر يريد العبث بالأطفال وهم مستقبل الوطن
و الحقيقة أن هذه الجريمة غير مسبوقة فى بشاعتها .. لقد وقعت أحداث عنف وإغتصاب قبلها لكنها لم تصل الى هذه الدرجة ..وربما تكررت هذه الجرائم لأن العقوبة لم تكن رادعة
تقول إحصائية صادرة عن المجلس القومى للأمومة والطفولة قى مصر أن هناك 20 ألف حالة تحرش وإغتصاب تقع فى مصر سنويا . بينها 85 بالمائة ضحاياها من الأطفال ..وأن هناك 455حالة سنويا عبارة عن أغتصاب للأطفال .. وهذه الأرقام تثير القلق لدى الأسر بشكل عام .. خاصة مع تداول وسائل الإعلام للعديد من نوعية تلك الجرائم .. ولعل آخرها قيام 20 شخصا بإغتصاب 3 فتيات قاصرات..ولاتقتصر الجرائم على الفتيات فقط .. بل تمتد الى الأطفال الذكور وقد حدث ذلك مؤخرا بإحدى المدارس الابتدائية .. وبعضها يتم تحت تهديد السلاح ..
ومصر لاتنفرد بهذه النوعية من الجرائم .. بل إن العديد من دول العالم تعانى منها .. فى مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية التى تقع فيها جريمة إغتصاب لطفل كل 8 دقائق .. وهناك إمرأة من كل 6 نساء تعرضت للإغتصاب .. و20 بالمائة من الرجال تعرضوا للعنف الجنسي .. أى أن هذه الجرائم لاتفرق بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات النامية .. لكنها بالتأكيد تزيد نسبتها فى الدول الفقيرة التى تعانى من كثرة الإنجاب وإفتقاد الأزواج والزوجات للثقافة التربوية
خطورة هذه الجرائم أنها تترك آثارا عاطفية مدمرة على الطفل الضحية .. وتسبب له صدمة تلازمه طوال سنوات عمره .. وهو ماينعكس سلبا على حياته مستقبلا..مما يهدد بظهور شباب غير أسوياء لايمكن للوطن أن يعتمد عليهم فى النهوض به ..ولهذا نجد إنتشار العلاقات الاجتماعية المتفسخة وفشل تكوين حياة اسرية ناجحة وكل ذلك يؤثر سلبا على المجتمع
وفى أحيان كثيرة تكون بعض الأسر من الطبقات الدنيا فى المجتمع غير مدركة لخطورة مايحدث لأطفالهم .. وهو ماعكسه رد أحد الآباء حينما أتهم إبنه بأنه تحرش بزميله فى المدرسه ..فقال إن هؤلاء أطفال يلعبون مع بعضهم البعض .. وبلا مبالاه إستنكر أن يعاقب طفله .. وهذا يعكس حالة من إفتقاد الوعى لدى بعض الآباء والامهات الذين يجب أن ينتبهوا جيدا لأطفالهم فى تلك المرحلة السنية المتقدمة وكيف يلعبون ويختلفون .. فكل سلوك له عواقبه حتى لايتطور الأمر الى عنف يعانى منه المجتمع .