رغم أن بعضنا، بل الحقيقة الكثير منا، ما زالوا غارقين في الحوار والنقاش حول صناعة الورق وتأثير التكنولوجيا الحديثة عليها، حيث يرى فريق بأن الورق على مختلف وظائفه، ووظيفته الأهم التي تتعلق بصناعة الصحف والمجلات والكتب، بخير ولن تتأثر، وآخرون أكثر حماساً يؤكدون أنها عقود قليلة وسيصبح الورق برمته من ذكريات الماضي أمام هذا السيل من التقنيات الحديثة التي تسهم بشكل واضح في قراءة المعلومات على مختلف أنواعها.
وعلى الرغم من حدة وجدية مثل هذا النقاش، تدخل البشرية حقبة جديدة بهدوء في مجال نقل المعلومات وتداولها تتعلق بالصورة المتحركة – الفيديو – بمعنى تم تجاوز المقروء حتى على الألواح الإلكترونية، أو أن التقنيات الحديثة تتوجه نحو تجاوزها إلى ما هو أكثر سرعة في هذا المجال..
لمثل هذا التوجه عدة مؤشرات نرى البعض منها في التنافس المحموم بين مواقع التواصل الاجتماعي، في إدخال تقنيات متنوعة في التصوير الحركي، بل ومنح المتلقي إمكانية وضع التأثيرات المختلفة، بل في صناعة الأفلام نفسها تطور مهول حيث نرى الكثير من التطبيقات التي تمنحك فرصة صناعة فيلمك القصير في غضون دقائق قليلة. من الواضح أن الكلمة ستكون صوتية، وسترافقها دوماً صور معبرة أو لقطات للقائل، هذا واقع اليوم نعيشه، يتوقع له أن يواصل التطور، وأن يحدث المزيد في التنافس بين مختلف الشركات، أمام تجمد – إذا صح التعبير – في المجالات الأخرى. بعد هذا، هل يبقى للسؤال لمن ستكون الغلبة في المستقبل معنى ؟