ترتبط تغذية الرضيع بما تتناوله أمه، وأيّ نقص أو خلل بنظام الأم الغذائي ينعكس بالضرورة على نموّ طفلها وتوازنه.
يحتاج الرضيع إلى سعرات حرارية كافية وفيتامينات ومعادن ومواد مغذية لدعم نموّه وتطوّره بشكل سريع جدًا وتتطلب أنظمة أعضائه تغذية سهلة الهضم، كما يجب توفر كميات مناسبة من السوائل للكلى غير الناضجة في جسمه حتى تتمكّن من معالجة الفضلات.
حذّر طبيب الأطفال الألماني هيرمان جوزيف كال من نقص فيتامين بي 12 لدى المرضع النباتية، موضحا أن هذا الفيتامين يوجد في المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والأسماك واللبن والبيض. ونظرا لأن النباتيين يستغنون عن هذه المنتجات يكون لديهم القليل من هذا الفيتامين.
لذا ينصح كال الأم بإخبار الطبيب المتابع في حال الرغبة في اتباع نظام غذائي نباتي فقط، حتى يقوم بعمل فحص منتظم لمستوى فيتامين بي 12 بانتظام. وفي معظم الحالات يكفي تناول الأم للفيتامين بشكل إضافي.
ويؤدي نقص هذا الفيتامين إلى اضطرابات النموّ لدى الرضع بعد أربعة أو ستة أشهر وفقر الدم وضعف العضلات، الأمر الذي قد ينتج عنه أضرار مستديمة، إذا لم يتم اكتشافه في الوقت المناسب.
وإلى جانب فيتامين بي 12 ينبغي على الأم المرضع، التي تتبع نظاما غذائيا نباتيا، تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين دي واليود.
تغذية الأم المرضعة لها أهمية كبيرة للمحافظة على تغذية سليمة لها ولطفلها والحفاظ على مخزون جيّد من العناصر الغذائية في جسمها. وقد وجد الباحثون أن سوء التغذية أو نقص العناصر الغذائية يؤثر بشكل ملحوظ في كمية الحليب المصنعة وإفرازه ونوعيته.
ويتم تصنيع الحليب في الغدد الحليبية في الثدي مستمداً العناصر الأساسية لتصنيعه من العناصر الغذائية الموجودة في دم الأم. وبشكل عام، فإن محتوى الحليب من العناصر الغذائية يستمد إما من الغذاء ويتأثر به وإما من مخزون الأم، وفي كلتا الحالتين في حال وجود سوء تغذية أو نقص في العناصر الغذائية فإن المتضرر هي الأم أو الطفل أو كلاهما.
يوصي الأطباء الأم بتناول الطعام الصحي الغني بالمعادن والفيتامينات وشرب كمية كبيرة من الماء. ويجب على المرضعة ألا تحاول تخفيض الوزن أثناء الرضاعة ولا داعي للإسراع في ذلك، بل من الأفضل أن تنتظر حتى يتم فطام الطفل المولود، فالوزن الذي اكتسبته أثناء الحمل سوف يتم فقدانه بصورة طبيعية أثناء الرضاعة. ولا بد أن يكون الغذاء متوازنا ويجب الابتعاد عن الأغذية ذات الطعم الحار مثل الفلفل والثوم والبهارات والبصل لما لها من مشكلات صحية للأم والطفل. وينبغي الابتعاد عن دخان السجائر والمشروبات الكحولية لما لهما من أضرار كبيرة على صحة الأم والطفل.