يهمل الكثير من الآباء عملية المناغاة ويعتقدون أن الرضيع يعتمدها فقط للفت الانتباه واللعب. لكن العلم أثبت أنها سلوك فطري ينبغي التعامل معه بحرص لتعليم الرضع أدوات التواصل والتفاعل.
توصلت دراسة طبية إلى أن تشجيع الطفل على المناغاة يساعد على سرعة تعلمه مهارات اللغة، حيث لوحظ أن استجابة الآباء والأمهات لمناغاة الرضع تساعدهم في تشكيل الأصوات الأكثر صعوبة وتعقيداً، فضلاً عن تطوير مهارات اللغة.
فقد توصّل فريق من الباحثين الأميركيين إلى أن الطريقة التي يستجيب بها الآباء لمناغاة أطفالهم تؤثر في تنمية اللغة لدى أطفالهم، طبقاً لما ورد بوكالة أنباء الشرق الأوسط.
ولاحظ الباحثون من خلال مراقبتهم لأكثر من 12 من أولياء الأمور وأطفالهم الرضع في عمر الثمانية أشهر أثناء اللعب لمدة ستة أشهر، أن الجلسات قد استمرت نحو 30 دقيقة مرتين في الشهر.
وأشارت المتابعة إلى أنه عند استماع الآباء لمناغاة أطفالهم، بدأ الرضع في تشكيل أصوات أكثر تعقيداً، فضلاً عن تطوير مهارات لغة بسرعة أكبر.
وأضاف الباحثون أن المهارات اللغوية المتقدّمة ببطء أكثر بين الأطفال الذين لم تنتبه أمهاتهن للكثير من مناغاتهم، وبدلاً من ذلك في بعض الأحيان توجيه اهتمام أطفالهن إلى شيء آخر.
كما بيّنت النتائج المتوصّل إليها أن الآباء الذين يتعاملون بنشاط مع مناغاة أطفالهم، يسرعون من تطوير اللغة عند أطفالهم. وقالت الدكتورة غروس جولي لويس أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة ولاية أوهايو الأميركية، في بيان صحافي “إن الدراسة تبيّن أن أشكال التحفيز الاجتماعية في سن مبكرة جداً للطفل يمكن أن تساعد الأم على تحضير طفلها على سرعة تطوير مهارات اللغة لديه”.
وتعتبر المناغاة إحدى مراحل تطوّر الكلام عند الطفل إذ أنّ معظم الأطفال يمرون بها قبل البدء بالتكلم. ويبدأ الرضيع بالمناغاة من عمر الـ4 أشهر إلى 7 وتستمر لبضعة أشهر حتى يبدأ بالكلام. ويحذّر الأخصائيون بأنه في حال لم يمرّ الطفل بمرحلة المناغاة فذلك يدل على وجود ضعف في السمع ويجب استشارة الطبيب على الفور لتشخيص حالته.