وجد الباحثون أن الرجال الذين يذهبون إلى الفراش قبل منتصف الليل لديهم فرصة أفضل لإنجاب طفل لأن لديهم حيوانات منوية أكثر صحة، وكان أولئك الذين ينامون بين الساعة الثامنة والعاشرة مساء لديهم حيوانات منوية أكثر حركة، وهذا يعني أن الحيوانات المنوية تسبح أفضل ولها فرصة أكبر لتخصيب البويضة.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية فإن واحداً من كل خمسة رجال بريطانيين لديهم عدد قليل من الحيوانات المنوية، وقد انخفضت هذه النسبة في السنوات الأخيرة وسط مخاوف من السمنة وعدم ممارسة الرياضة التي تركت الآلاف مصابين بالعقم.
وتشير أحدث النتائج التي أجرتها جامعة هاربين الطبية في الصين إلى أن النوم الجيد وعدد ساعات النوم أمران حاسمان، لافتين إلى أن عدد ساعات النوم المثالية تتراوح ما بين 7 و8 ساعات يومياً.
وأضاف العلماء أنهم يعتقدون أن أوقات النوم المتأخرة ونقص فترات الراحة تعدّ عوامل شديدة الضرر لأنها تزيد من مستويات الأجسام المضادة للحيوانات المنوية، وهو نوع من البروتين الذي ينتجه الجهاز المناعي الذي يمكن أن يدمر الحيوانات المنوية السليمة.
ووجدت دراسة أجريت عام 2013 في الدنمارك أن الرجال الذين يحصلون على ست ساعات نوم في الليل كان عدد الحيوانات المنوية لديهم أقل بنسبة 25 بالمئة من الرجال الذين يغفون ثماني ساعات كاملة. وأكد الباحثون أن عدم وجود الراحة يجعل الخصيتين تتقلص.
ورصدت الدراسة التي نشرتها مجلة “مونيتور ساينس” الطبية الأميركية أنماط النوم في 981 حالة من الرجال الأصحاء ممن أعطوا تعليمات للذهاب إلى الفراش للنوم بين الساعة الثامنة والعاشرة مساء وبين العاشرة ومنتصف الليل أو بعد منتصف الليل.
وطلب منهم استعمال المنبّه للنوم لفترات مدّتها ست ساعات أو أقل أو من سبع إلى ثماني ساعات أو من تسع ساعات إلى أكثر.
وكشفت عيّنات الحيوانات المنوية أن الرجال الذين ذهبوا إلى النوم في وقت متأخر من الليل لديهم أعداد أقل من الحيوانات المنوية مثلهم مثل الذين حصلوا على فترة قليلة من النوم. وقام العلماء، في إحدى الدراسات، بسؤال 953 شابا ممن هم تحت العشرين من العمر عن طبيعة نومهم في الأسابيع الأربعة السابقة لإجراء المقابلة، ومن ثم أجري فحص الدم لتحليل الهرمونات مع فحص السائل المنوي.
وكانت النتيجة أنه كلما ازداد نوم الرجال سوءاً كلما انخفضت نوعية السائل المنوي، فكان عدد الحيوانات المنوية لدى الأشخاص الذين يعانون من نوم سيء أقل بمقدار 25 بالمئة، كما أن الحيوانات المنوية غير الطبيعية كانت أعلى بمقدار 1.6 بالمئة بالمقارنة مع أولئك الذين نالوا قسطا جيدا من النوم، مع العلم أنه قد تم أخذ التدخين والكحول بعين الاعتبار في هذه الدراسة.
وفسر الباحثون هذه النتائج بأن مستويات هرمون التستوستيرون عند الذكور تضطرب خاصة أثناء الليل بسبب اضطراب النوم، ولكن هذا لا يؤثر على كميته بشكل عام.