تراجع عدد النساء في البرلمان الجزائري الجديد، الناتج عن الانتخابات البرلمانية التي جرت في الرابع من ماي الحالي، إلى 120 امرأة من مجموع 462 نائبا وهو مايعادل نسبة تمثيلية تعادل ما يقارب 26 ٪، وذلك مقارنة بـ146 امرأة في البرلمان السابق، الناتج عن انتخابات 2012،والتي قاربت 32٪ .
وبرغم هذا التراجع يبقى تمثيل النساء في البرلمان الجديد مرتفعاً مقارنة بالبرلمانات السابقة، حيث لم يكن عدد البرلمانيات في برلمان 2007 يتجاوز 7٪، أي ما يعادل 30 برلمانية من مجموع 389 نائبا حينها.
ويرجع تمثيل عدد النساء في البرلمان إلى القوانين التي أقرتها الحكومة في 2011، والتي تفرض نظام “الكوتا”على الأحزاب لتمثيل النساء في المجالس المنتخبة تتراوح بين الـ 30 والـ 50 في المئة .
واللافت أنه وطبقا لتلك التعديلات فإن قيمة المقعد البرلماني للمرأة أصبحت أعلى من نظيرها الرجل، فإذا كانت الأحزاب التي فازت بمقاعد في البرلمان تستفيد من مساعدات مالية من الدولة، فإن الأحزاب تحصل على 50 مليون سنتيم عن كل امرأة، بينما لا تحصل إلا على 40 مليونا لكل رجل.
ويخضع تمثيل المرأة في البرلمان لنظام الكوتا، فقد حدّد القانون تمثيل المرأة في كل قائمة انتخابية بنسبة 33% ، ويمكن القول إنها نسبة من النسب الأهم في العالم العربي، وحتى مقارنة بدول غربية.
وتحتل الجزائر المرتبة الـ 29 على المستوى العالمي بخصوص التمثيل النسوي بالبرلمان، حسبما أكدته سابقا الوزيرة المنتدبة لدى وزارة التهيئة العمرانية والسياحة الصناعة التقليدية المكلفة بالصناعة التقليدية عائشة طاغابو .
وفي ترتيب أخير قامت به مؤسسة اعلامية أردنية لمشاركة المرأة العربية في البرلمان، تبين ان الدول العربية الخمس الأولى في الترتيب العربي فاقت مشاركة المرأة فيها في البرلمان نسبة مشاركة المرأة في كل من بريطانيا والولايات المتحدة مع تفوق الدولة التي تصدرت التصنيف العربي لحضور المرأة في البرلمانات العربية على البرلمان الفرنسي في ما يتعلق بنسبة مشاركة المرأة في المجالس النيابية.
وأتت الجزائريات في صدارة ترتيب مشاركة المرأة في البرلمان على مستوى الدول العربية وأعرق دول العالم في تاريخ الديمقراطية النيابية، على الرغم من تراجع نسبة المشاركة من 31 بالمائة الى 26 بالمائة في انتخابات 2017 الاخيرة ، وأتت التونسيات في المرتبة الثانية عربيا على مستوى المشاركة النيابية تحت قبة البرلمان .
ثم العراقيات بمشاركة فاقت ربع أعضاء مجلس النواب العراقي ،وحلت السودانيات في المرتبة الرابعة عربيا بنسبة تمثيل متقدمة في البرلمان السوداني وذلك بنسبة مشاركة قاربت على ربع نواب البرلمان السوداني .
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن ارتفاع تمثيل النساء العربيات في قبة البرلمان دلالة على تحسن فرص وصول المرأة الى العمل السياسي بعد أن كانت نساء كثيرات مقصيات عنه لأسباب مختلفة، وذكرت أن أكثر النساء حظا في الوصول الى العمل السياسي هن الجزائريات والتونسيات مع تقهقر مشاركة المرأة المصرية التي بقيت في نسبة ضئيلة جدا مع نظرائهن العربيات.