كشفت دراسةٌ حديثة أنَّ دماغ الإنسان يبدأ في التآكل ذاتياً إذا لم يحصل على النوم الكافي.
ودرس الباحثون فئران مختبرات، ووجدوا أنَّ الخلايا المعنية بتنظيف الدماغ تكون أكثر نشاطاً عندما تُحرَم الفئران من النوم، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتعمل الخلايا، التي تُعرَف باسم "الخلايا النجمية"، كمكنسة شفط كهربائية صغيرة في الدماغ، تُزيل الخلايا التي تصبح صلاتها بالمخ ضعيفة ومفككة.
وقال الباحث الرئيسي ميشيل بيلسي لمجلة نيوساين ست البريطانية: "أظهرنا للمرة الأولى أنَّ أجزاءً من التشابكات العصبية تُؤكل حرفياً بواسطة الخلايا النجمية بسبب قلة النوم".
وقال بيليسي "تشابكاتنا العصبية تشبه قطع الأثاث القديمة، ولذلك على الأرجح هي بحاجة إلى عناية ونظافة".
لكنَّه أضاف أن الأدمغة المحرومة من النوم أظهرت علاماتٍ مقلقة على حدوث نشاطٍ يؤدي إلى مرض الزهايمر، وفي حالة الفئران المحرومة من النوم، كانت الخلايا الأكثر نشاطاً في الدماغ هي الخلايا الدبقية الصغيرة.
وقال بيليسي "نعرف بالفعل أن عمل الخلايا الدبقية بشكلٍ مستمر قد لوحظ في حالات مرض الزهايمر وأنواعٍ أخرى من أمراض التنكس العصبي".
وتأتي هذه النتائج في أعقاب دراسةٍ أخرى كشفت أنَّ الحصول على قسطٍ قليلٍ جداً من النوم قد يعرض الشخص لخطر الإصابة بأمراض القلب.
وكشفت الدراسة أنَّ الحصول على أقل من ست ساعات من النوم في الليلة الواحدة مرتبط بارتفاع خطر الوفاة في الأشخاص المصابين بمتلازمة الأيض، وهي مجموعة من أمراض السكري، وضغط الدم المرتفع، والسمنة.
وقال الباحثون إنَّ التأثير كان قوياً بشكلٍ خاص في حالة أولئك المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ضعف أيض الغلوكوز.
ووفقاً للدراسة المنشورة في المجلة العلمية لجمعية القلب الأميركية، فإنَّ احتمالية الوفاة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون من مجموعةٍ من عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب أو السكري في حال إخفاقهم في الحصول على أكثر من ست ساعات من النوم يومياً كانت ضعف الاحتمالية ذاتها لدى الأشخاص العاديين. أما بالنسبة لأولئك الذين يحصلون على ساعات نومٍ أكثر، كان خطر الوفاة يقترب أكثر من معدلاته الطبيعية.
وتعد تلك هي الدراسة الأولى التي تقيس مدة النوم في معملٍ بدلاً من الاعتماد على إفادات المرضى، وكذلك هي الدراسة الأولى التي تفحص تأثير مدة النوم على خطر الوفاة لدى أولئك المصابين بمجموعةٍ من عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب.
واختار الباحثون عشوائياً 1344 شخصاً بالغاً، متوسط عمر الواحد منهم 49 عاماً، ووافقوا على قضاء ليلةٍ واحدة في مختبرٍ للنوم.
ووفقاً لنتائج الاختبارات التي خضع لها البالغون، وُجِدَ أنَّ 39.2 بالمئة من المشاركين لديهم على الأقل ثلاثة من عوامل الخطر، التي عند جمعها معاً تعرف باسم متلازمة الأيض.
وضمت مجموعة عوامل الخطر في الدراسة: زيادة مؤشر كتلة الجسم على قيمة "30"، وهو التعريف القياسي للسمنة، إضافةً إلى ارتفاع مستويات الكولسترول، وضغط الدم، وسكر الدم والدهون الثلاثية.
وتوفي 22 بالمئة من المشاركين في الدراسة خلال مدة متابعة بعدها بلغت حوالي 16.6 عاماً.
ومقارنةً بالأشخاص غير المصابين بمجموعة عوامل الخطر تلك، فأولئك الذين يعانون من متلازمة الأيض وسجلوا أكثر من ست ساعات نوم في المعمل كانوا أكثر عرضة للوفاة بالسكتة الدماغية حوالي مرة ونصف من أقرانهم خلال فترة المتابعة.
لكن أولئك الذين ناموا أقل من ست ساعات في المختبر كانوا أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية حوالي مرتين من أقرانهم.
أما هؤلاء الذين يصرون على الاستيقاظ لساعات طويلة قد تمتد إلى 24 ساعة متواصلة، فيحذرهم خبراء في مجال الصحة، من أن النوم لمدة 6 ساعات أو أقل يعادل عدم النوم على الإطلاق. ومن ثم، من الضروري للغاية الحصول على قسط كافٍ من النوم.
وقد يترتب على النوم أقل من 6 ساعات في بعض الأحيان، عواقب وخيمة، خاصة أن قلة النوم قد تجعل الإنسان أكثر عرضة للموت المبكر. وينطبق الأمر ذاته على النوم ساعات طويلة، أي أكثر من 9 أو 10 ساعات.